شيعنة البعث من الرفيق الى المجاهد ..! |
إعتماد حزب الدعوة او غيره من احزاب السلطة على نماذج وشخصيات بعثية معينة لضمها الى صفوفه او وضعها في مراكز السلطة وتشكيل مايسمى ب (دولة القانون ) ، يكشف عن أمرين رئيسيين يكرسان في عمقهما أرتدادا إجتماعيا ونفسيا وفق منظور التغيير الذي كانت تحلم به قطاعات واسعة من الشعب . واذا كان الأمر الأول يكشف عن مسعى لشيعنة البعث ، اي وضع اعداد من منتسبيه في إطار حزب شيعي ، بهدف الإيحاء بوجود قاعدة جماهيرية للحزب ، فهذا تناقض صارخ ويعمق مفهوم النفاق الإجتماعي والتداعيات النفسية والسلوكية ، فليس من الطبيعي ان تنقل شخص تغلغل في افكار وثقافة البعث سنين طويلة لتطبعه بوشم الأسلمة والتوجهات الطائفية ، لقاء اعفائه من سياط الإجتثاث ، إلا في مجرى واحد هو اتفاق المصالح الذاتية التي تسقط بجوارها اية قيم ومبادئ إخرى . وهذا المبحث الذي يؤلف صراعا نفسيا داخليا ، وبنزعات انتقامية غير معلنة ، يعطي تصورا واضحا عن حجم الفساد وانتشاره ، وسلوكيات النفاق وانهيار كامل للبنى الفوقية ، وانعكاس ذلك على بنى تحتية لم تزل في درجة الصفر . ومن هنا تجد ان الحكومة وبعد عشر سنوات واكثر من 500 مليار دولار ، لم تستطع ان تنجز أيسر الخدمات للمواطنين ، ولن تستطيع ذلك مستقبلا . الأمر الثاني قد يذهب الى منطق براغماتي ، اي الأستفادة من العدو او الحرس القديم في بناء الدولة الجديد ، لكن اعتماد المعيار الطائفي يبطل اي استعداد للأنخراط بمشروع وطني ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى يلغي مشروع تنافس الكفاءة المهنية والإنسانية ، ويجعل البناء يقوم على مواد مستهلكة غير صالحة للتجديد واطلاق مشروع التغيير . العديد من " الرفاق " بحسب التسمية البعثية ، الذين كانوا في مواقع وادوار السلطة والحزب تجدهم اليوم قد تحولوا الى " مجاهدين " حسب التسميات الإسلاموية ..! استبدال العنوان من " الرفيق" الى " المجاهد " رحلة ترسم عمق المحنة التي يعيشها المجتمع العراقي ، وهو يرى العديد من المنافقين والمتوغلين بجرائم أنسانية وأخلاقية وهتك مجتمعي وسقوط ثقافي ابان حكم البعث ، يتبؤون مواقع قيادية في السلطة ، أعضاء في مجلس النواب ، وزراء ، مدراء عامون ، وكبار ضباط المؤسسة الأمنية.عشر سنوات دفع الشعب العراقي ثمنها خسائر مادية وبشرية وضياع الحلم والعمر ايضا ، خسائر ناتجة عن أخطاء أحزاب السلطة ، وخصوصا حزب الدعوة الذي عمل بمبدأ اقصاء الكفاءات الوطنية النزيهة والمستقلة وتقريب العناصر الأنتهازية الفاسدة تحت دوافع شيعنة البعث . |