المالكي يشيع نفسه

 

في لقائه مع مجموعة من السياسيين والاقتصادين الذي عرضه تلفزيون العراقية قبل ايام قليلة تحدث السيد رئيس الوزراء نوري المالكي بحديث ذي شجون ، وكشف عن تقصير الوزراء ومجلس النواب والاحزاب المشاركة معه في الحكومة والشعب المحروم من الخدمات والمواطنين تحت خط الفقر ... الخ 
الذي يستخلصه المشاهد والمراقب من حديث السيد رئيس الوزراء هو انه اصبح بلا حول ولا قوة ، لا يستطيع القيام بواجباته لانه مكبل بدستور عاجز فيه فجوات لاتسمح له بالعمل ولذلك طالب بتغييره ، وبمجلس نواب لا يتعاون معه ، فطالب بحله وارساله الى مثواه الاخير .
ومن خلال حديثه الذي بث فيه شكواه ونجواه ، حاولت استنتاج ما يصلح ليكون عنوانا لهذا المقال ، فاحترت بين عدة عناوين منها على سبيل المثال :
المالكي يعترف 
او المالكي امام الابواب الموصدة 
او المالكي بين حانة ومانة 
وفي الحقيقة رايت في هذا العنوان : المالكي بين حانة ومانة ، ما يحقق المراد لولا ان كلمة الحانة الواردة فيه تدل على مكان يتناول فيه المجانُ الخمر ، وهو ما يسبب قلقا في استخدامه مع رئيس وزراء لم يعرف للخمر مذ خلق طعما مثلما لم يعرف ابناء الحطيئة للخبز طعما في قصيدته التي يصف فيها حال فقر ابنائه :
حفاة عراة ما اغتذوا خبز ملة 
ولم يعرفوا للبر مذ خلقوا طعما 
ومن جميل ما ذكر السيد رئيس الوزراء حول اصوله وارومته انه من قرية تسمى قرية الموامنة ، وقد استوقفني الاسم حقا ، فماذا لو كان سيادته من قرية اخرى مخالفة لهذه القرية ، كأن تكون قرية الكففارة على وزن الموامنة ، او من قرية على وزن كفر الشيخ ، اعوذ بالله من اقتران الشيخ بالكفر ، وان كان الكفر في مصر هو القرية البعيدة عن الناس ، وذلك من خفة دم المصريين جزاهم الله خيرا لاسقاطهم مرسي واخوان مرسي .
او من قرية لا تدين بدين سماوي ، مثلا من ابناء الديانة الكونفوشيوسية ، او الاصح من اصحاب الفلسفة الكونفشيوسية ، لا يصح ان نطلق عليها اسم دين ، فهي ليست منزلة من السماء ، وكل ما لم يهبط من السماء بواسطة ملاك او رسول ليس دينا .
او من قرية بوذية ، لان بوذا رغم كونه اميرا غنيا لم يجبر الناس او يدفع لهم ليعبدوه على انه رسول مرسل من الله مع انه كان يستطيع القيام بذلك بكل سهولة ، ولكنه ارتأى الاعتماد على افكاره والتبشير برسالته كانسان مثل بقية البشر وعدم اللجوء الى السماء . 
حصل بوذا على ملايين يؤمنون به في الهند والصين واليابان رغم انه لم يلجأ الى رحمة السماء لنشر رسالته العصماء .
اقول ماذا كان يحدث لو كان رئيس وزرائنا من قرية كفافرة، او من واحدة من تلك القرى الكونفوشيوسية او البوذية التي ذكرنا؟
في هذه الحالة هناك احتمال كبير ان يكون رئيس وزرائنا يابانيا او صينيا او هنديا ...
و جيب ليل واخذ عتابه !!