الوزير زعلان |
"أول حقوق شهداء المقابر الجماعية وطن استحق تضحياتهم لا وطن كل يوم فيه مقبرة جماعية من التفخيخ". انتفض سيادة الوزير ومزق الورق ورماه بوجه مستضيفه على قناة البغدادية في برنامج المنجز وخرج، كان البث مباشرا، وبقيت مدة طويلة أفكر لم فعل هذا سيادة الوزير، هل فعله لاعتقال بعض الشباب المتظاهرين في ساحة التحرير وهم يطالبون بحقهم في الحياة الكريمة؟ هل فعله لأن هؤلاء الشباب وضعوا تماما بصف الإرهابيين حين قبضت عليهم الفرقة11؟ هل فعله لهروب السجناء وتقديم العفو المجاني الدولي للإرهابيين الحقيقيين؟ فالسجناء من حقوقهم الهرب كل يوم ومتى شاؤوا، ومن حق الدولة تقديم العفو المجاني الدولي لمن أزهق الدم العراقي، وليس من حق الشباب التظاهر لتحسين الخدمات، إلا بموافقة وإلا قبض عليهم وزجوا في السجون وأصبحوا إرهابيين! بقيت أفكر.. هل زعل الوزير لانعدام وسوء الخدمات للمواطن العراقي؟ هل فعله لأن النساء العراقيات يتعرضن لشتى أنواع العنف؟ هل فعله لان الأرملة العراقية راتبها من الرعاية الاجتماعية بحدود 100 ألف دينار فقط لا تكفي لدفع قسط المولدة والطعام، فتنبش في النفايات، هل فعله لأن قانون المعوقين الذين يملؤون الشوارع لم ينجز إلى الآن؟ هل فعله لارتفاع نسبة الأطفال المتسربين من المدارس؟ هل فعله لأن بعض المدارس العراقية عبارة عن بيوت من الطين؟ هل فعله لأن في العراق كله مستشفى واحدا متخصصا بعلاج الأورام السرطانية التي انتشرت بعد استعمال اليورانيوم والفسفور الأبيض؟ هل فعله لأنه أراد محاسبة من استعمل تلك المواد الخطيرة في الحروب فوجد معارضة؟ هل فعله لسقوط أطفال في الحفريات التي تملأ الشوارع عند حدوث الفيضان المطري المرعب؟ هل فعله لان أول حقوق شهداء المقابر الجماعية وطن استحق تضحياتهم لا وطن كل يوم فيه مقبرة جماعية من التفخيخ والتفجيرات؟ هل فعله لانتشار قضايا الفساد بأنواعه؟ وهل زعل الوزير لأنه طالب بإلغاء قانون الرواتب التقاعدية الانفجارية لكبار المسؤولين، لا عبارة التنازل عنها فلم يجد آذانا مصغية؟ بقيت أفكر هل انتفض الوزير لحجم خراب الحقوق والإنسان في الوطن؟ تابعت البرنامج في الإعادة.. وذهلت لأن سيادة وزير حقوق الإنسان زعل عندما قال له المضيف (وزير كشخة).. لم يحتمل العبارة التي اعتبرها إهانة.. لكن على الشعب العراقي أن يحتمل كل أنواع الإهانات ولا يزعل، وإلا سيصبح الشعب كله من أصحاب أزلام النظام السابق ويمارس الإرهاب عندما يتظاهر بلا موافقة..! سيادة الوزير لا تزعل فالشعب العراقي كله أصبح (كشخة) بكل ما يدور محليا ودوليا! |