تدهور الوضع الامني في العراق ينذر بكارثة حقيقية. |
العراق تايمز: لا يمر يوم الا ويتذكر العراقيون اهلا واحبابا فقدوهم في التفجيرات اليومية التي لا تزال تحصد الارواح ومن بينهم اب عراقي فقد ثلاثة ابناء في ريعان الصبا تاركين الاسى يستوطن الصدور. توفي علي الابن الاكبر قبل اسبوع من زفافه في انفجار سيارة ملغمة قرب منزله، اما الاخران علاء وعباس فقد اسلما الروح في انفجار قنبلة قرب عربة الخضار في حي الكرادة وسط بغداد . الحاج ابو علي والد الشهداء الثلاثة يقول باكيا: بدلا من ان ازفه الى عروسه لقد زففته الى المقبرة, لقد تاثرت وانهرت كثيرا لانه ابني الكبير . الوضع الامني بات خطيرا وينبأ بكارثة حقيقية تهدد جميع اطياف الشعب خاصة وان المنفذين يصلون الى اهدافهم بسهولة من دون رادع وهاهو شهر تموز يسجل استشهاد اكثر من ١٠٠٠ شخص . الاجهزة الامنية التي اثبتت فشلها كما يقول العراقيون في احتواء هذه الخروقات كان سببا رئيسيا في تردي الامن، وهي عادة ما تلجأ الى سياسة الاعتقالات العشوائية بعد وقوع اي تفجير في حين يبقى المنفذون الحقيقيون طلقاء ويستعدون لجريمة اخرى. مواطن عراقي من بغداد يقول: سنلجئ الى تشكيل حماية من المدنيين من اهالي كل منطقة لانهم اعرف بمناطقهم، ونطالب الحكومة بتوفير الرواتب والاسلحة اللازمة لهؤلاء. الفساد الذي ينخر المؤسسات الحكومية العراقية وغياب الكفاءات والخبرات بالاضافة الى الخلافات السياسية كلها اسباب تجعل العراق بلدا يعاني على هذا النحو، معاناة قد تتفاقم لتدمر ما تبقى من ملامح الدولة والعملية السياسية . وابدى حامد المطلك عضو مجلس النواب العراقي تخوفه من هذه الاوضاع قائلا: اذا استمر الوضع كما هو سوف يتضرر الجميع ولا يوجد هناك رابح وخاسر، وهذا معناه فشل جميع السياسيين وفشل العملية السياسية برمتها. وضع بائس يعيشه العراقيون من دون ان تلوح في الافق بوادر نهوض حقيقية . ويبقى المسؤولون هم المعنيون بالدرجة الاولى بوقف النزيف والتداعيات واعادة الاعمار والبناء. اما ابناء الرافدين فيلجأون الى التفاؤل رغم هذه الاهوال ولسان حالهم يقول (ما اضيق العيش لولا فسحة الامل). المصدر: روسيا اليوم RT
|