كفى تجارة بالطائفية

 

كنت في السابق أقول و أكرر بأن الطائفية مرض متأصل في مجتمعنا بسبب تصرفات و أفعال النظام السابق حيث و الحق يقال بأنه نجح ناجحا باهرا في زرع الطائفية في جسد المجتمع العراقي  و بعد سقوط النظام و بدل أن نجد حلول لابعاد الطائفية وجدنا من يتأجر بالطائفية و يعتبرها وسيلة للربح على كافة الأصعدة  فوجدنا صعود أحزاب و شخصيات سياسية بلا تاريخ وبلا أهداف و ليس لهم شغل يشغلهم سوى التحدث و التباكي على طائفتهم التي ينتمون لها و يعيدون نبش الماضي الأليم و يذكرون بأن عراق ما بعد نظام صدام حسين هم لم يحصلوا على أي شيء منه و بأن الحرب الأهلية حادثة لا محالة أن لم تكن اليوم فبالتأكيد سوف تحدث غدا و هم سوف يكونوا الضحية و أبناء الطائفة الأخرى هم من سوف يفعلون بهم المجازر و هذه الشخصيات و الأحزاب  الفاشلة  لو كانت تملك في جعبتها شيء لكانت قدمته كبرنامج عمل على أرض الواقع فشعبنا يرحب بأي شيء لأننا و بكل بساطة شعب محروم من كل نعم الحياة  و كذلك وجدنا شخصيات ارتدت ثياب رجال الدين و بدأت تصعد على المنابر و تتحدث بالخطابات الثورية الحماسية التي عفا عليه الزمن  و يدعون لرفع السلاح و للمواجهة المسلحة مع أفراد الجيش و الشرطة و الحكومة المركزية و بأن الأطفال يقتلون و الرجال تسجن و النساء يغتصبن و بأن لا خيار أممهم إلا رفع السلاح لأنها حرب بقاء فأما نحن و أما هم و بدأنا نجد بيانات حزب البعث توزع علنا في أماكن تواجد هذه الشخصيات و  تنظيم القاعدة إعاد تنظيم نفسه و رفع راياته السوداء و السيارات المفخخة عادة لكي تستهدف المدنيين الابرياء و كذلك تبأ لجزء كبير من وسائل الأعلام التي تدعي بانها تنتمي لهذا الوطن العظيم و هذا الشعب الطيب ففي كل يوم نطلع على الصفحات الأولى لصحفهم أخبار طائفية مكتوبة بالخط العريض و هذه الصحف تفعل هذا لكي تجلب القراء و ترضي الأحزاب و الشخصيات الطائفية و أما بعض القنوات الفضائية فالأمر أسوء بكثير حيث أكثر من قناة فضائية أعلنت طائفيتها بشكل علني و صريح  من أول يوم بدأت بثها  فكان الله في عونك يا شعبنا ما أكثر أعداءك الذين يريدون الزج بك في حرب اهلية تحرق فيك الأخضر و اليابس .