الفقرة الغائبة من الدستور العراقي

 

فقرة الفقرات ،وهي التالي
حمى قلاعية في قلب كل من يرشح لدورة ثالثة وفي عجيزته التي يجلس بها على كرسي الرئاسة. 
(رئاسة الحكومة محددة بدورتين كل دورة اربع سنوات ولا يحق لمن شغل منصب رئيس الوزراء لدورتين -وان كانتا منفصلتين في اوقات مختلفة- ان يرشح نفسه مرة ثانية لهذا المنصب او لرئاسة البرلمان او رئاسة الجمهورية سواء اكان الانتخاب مباشرا او عبر التصويت في البرلمان٬ ويحق لمن شغل دورتين ان يرشح لعضوية البرلمان او ان يحمل حقيبة وزارية او اي منصب سياسي اخر). انتهت.

ورد في ادبيات المؤسسين الاوائل للدستور الامريكي الذي يحظر الرئيس من الترشيح لاكثر من دورتين: ان شغل منصب الرئيس لاكثر من ثماني سنوات كفيل بافساد اي انسان مهما كانت نزاهته وعقليته حتى ولو كان جورج واشنطن نفسه. ويجدر القول هنا نقول في السياق ذاته ان الحكم لاكثر من دورتين كفيل بافساد ارقى الناس حتى ولو كان علي ابن ابي طالب. نعم ذلك السحر الاسود للسلطة الذي يبرهنه التاريخ والوقائع والعقل.
وحسبَ مصادر موثوقة٬ حاول الامريكان حين كتابة الدستور العراقي الجديد ادخال هذه المادة لكن اقتراحهم واجه رفضا بالاغلبية الساحقة من سياسيي العراق. هل كان كل واحد من الجهابذة الكرام يحلم بشغل المنصب مدى الحياة.

عموما اعتقد انها فقرة مهمة جدا وللاسف لم تلق اهتماما يليق بها من لدن الفاعليات السياسية والثقافية في عالم العرب. نتمنى ان تكون احد المطالب الرئيسة في ثورة الشعب العراقي التي نشهد بوادرها هذه الايام وثورات الشعوب العربية الاتية. 
من دون وجود تلك الفقرة سيظل الرؤساء محكومين بشهوة الحكم لاستغلال منصبهم "الثماني" لكسب المؤيدين واسكات المعارضين والتخلص من الخصوم المحتملين والذي عادة ما يكون بطرق التصفية الجسدية. 
فقرة توفر علينا الكثير من التعب والجهد والصداع. هي فقرة الفقرات الاساس في العمود الفقري لاي دولة لردع الفساد والطغيان وخاصة في الدول التي مازالت تتخبط خبط عشواء في مهب الرياح السياسية. والعشواء هي الناقة العمياء بسبب اصابتها بالجدري او الحمى 
القلاعية. مرض الجدري معروف لكن ما هي الحمى القلاعية ... بالمناسبة؟