تفتخر دول العالم بمظاهر حضارة لافتة ربما تجعلها مضرب أمثال للأخرين مثلما نلاحظ في اليابان وألمانيا ودبي وسنغافورة وماليزيا وغيرها. وتعتبر حركة المرور في الشارع من هذه المظاهر لأنها تسهل حركة الناس وتراعي أحوالهم وتيسر سبل الحياة اليومية أمامهم. في وضعنا العراقي غدت حركة المرور في شوارعنا على العموم بأستثناء منطقة كردستان في حالة مزرية تدمي القلب وتهيّج الأسى والأسف وتدعو للكثير من التساؤلات: 1. لماذا لم يشرع قانون مروري واضح المعالم وصارم بهدف فرض هيبة الدولة لمواجهة حالات الأستهتار والتجاوزات الكبيرة وعدم الألتزام المطلق من جانب الكثير من السواق في الشارع! 2. لماذا هذا الأهمال (المتعمد؟!) للشوارع من حيث التبليط والتخطيط والزراعة والأدامة والأنارة؟ فهل دخلت البلاد مرحلة الأفلاس أم أن موازنة الدولة ماتزال أنفجارية؟ 3. مع وجود رجال شرطة مرور (ضباطا ومراتب) متفانين في واجباتهم في الشارع هناك من يهملون واجباتهم بشكل واضح فترى حركة المرور عند التقاطعات خاصة في منتصف النهار وبعد العاشرة ليلا في حالة أنفلات وتوقعات حصول حوادث. 4. مايزال سائقو الدراجات النارية يتلاعبون بأعصاب السواق لعدم محاسبتهم على السياقة الرعناء رغم الأعمار غير القانونية للكثيرين منهم وعدم ألتزامهم بالحد الأدنى لشروط السلامة المرورية. لقد أرتكب هؤلاء مخالفات خطيرة وتجاوزات غيرمعقولة وحتى جرائم تسببت في مصرع عدة نساء في البصرة بسبب السرقة العنيفة لحقائبهن دون أن تتخذ السلطات الأمنية أجراءات مناسبة! لابد هنا من توجيه أشد عبارات النقد اللاذع للقيم العشائرية المتردية حاليا فيما يخص سائقي الدراجات النارية!! 5. لابد من أشاعة ثقافة مرورية واسعة النطاق بين الناس بسبب الجهل المروري الذي يسود أوساطا واسعة من أبناء شعبنا. هنا يتعين على مديرية المرور العامة في بغداد وفروعها في المحافظات أن تعد برامج تلفزيونية أضافية (مسلسلات أو لقطات) وتوزيع كراسات وأوراق للتوعية المرورية. 6. لابد من اللجوء الى المحاسبة الشديدة لدى حصول تجاوزات وتفعيل الغرامات الفورية وأقامة أسابيع المرور تباعا لأشعار الناس أن رجالات المرور موجودون بالفعل والأبتعاد تماما عن أسلوب المجاملات لدى التعامل مع السواق. 7. لابد من شن حرب شعواء على الفساد المعروف للجميع والمستشري في العديد من الدوائر المرورية من خلال أتخاذ أجراءات رقابية بالغة الصرامة ومتابعات متعددة الأوجه ومن ثم أيقاع عقوبات شديدة بحق الفاسدين (المخربين) بصرف النظر عن رتبهم. لاجدوى من التأخير في هذا الشأن ولافائدة من الأنتظار فقد بلغ السيل الزبى بخصوص واقعنا المروري المتردي.وليعلم الجميع أن حالة المرور في أي بلد هي أنعكاس لواقعه وحاله ولانريد للمواطن العراقي أن يظل يتحسر بشدة وهويسافر هذه الأيام الى دول تأخرت عنا كثيرا في السلّم الحضاري لكنها اليوم قطعت أشواطا طويلة في رقيها وتقدمها تجعلنا نبكي على حالنا المتخلف جدا.
|