وصايا عيد الفطر |
مرحباً بكم. أنتم في العراق، ولهذا عليكم أن تتدبّروا مجموعة من الوصايا ونحن ندخل أيام عيد الفطر المبارك. وقبل أن تقرأوا الوصايا عليكم أن تدركوا جيداً أن مسرحها ليس بغداد فقط، بل هي وصايا لبقية المدن. الوصية الأولى: لا تذهب إلى الحلاق هذا اليوم، فلقد نشط التكفيريون، والذين يرون في أنواع الحلاقة الشبابية كفر ومجون وخلاعة، واكتف بأن تطيل شعر رأسك، وإن طال واستطال فتأكد من أنك ستظفره، وهو أحسن الحلول. الوصية الثانية: لا تذهب إلى حديقة الزوراء، وما شابهها. فالتسريبات تفيد بأن القوات الأمنية ستدفع بأعداد غفيرة من العسكر لحماية المواطنين في أيام عيد الفطر، ذلك أن تحذيرات أمنية، مؤشرة بالخط الأحمر، ومدعومة من الحليف الأميركي، تؤكد نية التنظيمات الإرهابية شن هجمات. وستكون أيها المواطن بين مطرقة الإرهاب، ومطرقة القوات الأمنية، ولهذا ننصح بإلغاء فكرة زيارة الحدائق العامة. الوصية الثالثة: اغتنم فرصة عطلة عيد الفطر المبارك بترميم علاقتك الزوجية، والعائلية، وزيارة الأم والأخوات، ستقضي ساعات عائلية ممتازة، وستتخلص تماماً من اي تهديد غير تهديد الحب. الوصية الرابعة: ابتعد ما أمكنك عن مشاهدة أي مسؤول سياسي، سواء عبر التلفزيون أو عبر صورهم التي تنتشر هنا وهناك، فالعيد لا تكتمل أفراحه، المفترضة، إلا بأن تبعد عن الشر، وتغنيله! الوصية الخامسة: ينصح في صباحات عيد الفطر بتناول بعض الأطعمة الثقيلة: الباجة، تشريب اللحم، تشريب الباقلاء، الكباب والمشويات بأنواعها، ولهذا سارع بزيارة المطاعم القريبة في هذه الأيام. واحرص على أن تأخذ معك أكبر أولادك كي تعلمه على مثل هذه العادة، ولا تنس أن تشتري أكثر من نفر سفري للعائلة الكريمة. الوصية السادسة: ولأن صالات السينما مغلقة بالشمع التكفيري، فهي ممنوعة عنك، أما المسرح الكوميدي فأغلبه مبتذل، فلا تنخدع بأخذ زوجتك وأولادك لهذه المسرحيات التي تقدم في العيد حصراً، ومن أجل تعويض ذلك ننصحك بالبقاء في بيتك لمشاهدة مسرحيات قديمة وأفلام قديمة، فهي أفضل بكثير من منتج هذه الأيام، كما أنها لا تكلفك تذاكر، ولا سندويشات، والجلوس بين الزوجة والأولاد للمشاهدة أكثر متعة وسلاماً. الوصية السابعة: تذكر عزيزي المواطن، أننا لا نعيش في أجواء عيد طبيعية، نحن محكومون بالتعامل مع أفراحنا بطريقة الاقتناص، ولهذا عليك أن تقتنص الفرحة بنفسك، اصنعها من أجل أولادك، ومن خلال تجربة شخصية وجدت أن أسهل الأفراح، وأيسرها، وأرخصها ايضاً، في أن تحمل متاعك، وعائلتك، وتذهب إلى خارج المدن الكبيرة. تمتع هناك ببعض الهواء النقي، وتخلص من أخبار السياسة المقرفة، واجهز على سمكة مملحة على نار هادئة في العراء، واستمتع بصورة الأطفال وهم يلعبون بلا أسيجة ولا خوف ولا جدران. الوصية الثامنة: اياك والحديث بأمور السياسة، أو مناقشة مراهقي الدين، اجعل هذه الأيام مخصوصة للراحة.
وأخيراً: كل عام وأنتم ايها الأحبة بألف خير.. |