موازنة 2013 العراق والسويد.. المفارقات والمقاربات |
تصنع الدخول السويديه بتظافر جهود اكثر من مليون شركه خاصه تعمل في مختلف القطاعات الاقتصاديه وتبلغ ايرادات الدوله المتأتيه من الضرائب على الدخول وأرباح الشركات 127,5 مليار دولار, بينما تصنع الدخول العراقيه بتظافر جهود شركه واحده هي شركة نفط العراق لتبلغ قرابة 138 مليار دولار .في النموذج السويدي الشعب متحرك متفاعل أيجابي مع قادته واحزابه التي تقود العمليه السياسيه وهو مبتهج لمايحقق من انجازات ورفاهيه اجتماعيه, في النموذج العراقي الشعب مكبوت في طاقاته,فقير, حزين في مشاعره, سلبي في تفاعله مع قادته واحزابه...تلعب توزيع موارد الدوله وأوجه صرفها ,سواء المتأتيه من عوائد النفط كما هو الحال في العراق أو المتأتيه من أنشطة القطاعات الاقتصاديه والشركات الدافعه للضرائب كالسويد مثلا الدور الكبير في أستقرار الوضع السياسي وتأمين الخدمات المتنوعه للمواطنين أو في أنحراف العمليه السياسيه وولادة أزمات جديده تضاف الى الازمات السابقه ..يشكل نفوس العراق ثلاثة اضعاف نفوس السويد,ووفق المنطق الاقتصادي فان البلد ذو السكان الاعلى يفترض ان يحقق أنتاج أكبر وأيرادات أعلى ولكن على ارض الواقع النتيجه مخالفه للمنطق الاقتصادي ولغياب دور جيش العاطلين عن العمل وتحقيق التنميه ويحتل كلا البلدين على مساحه متقاربه, أجواء السويد بارده,لكن حركة ونشاط الافراد حاره ومتدفقة العطاء والكل يعمل بهمه في أطار مؤسسي يسمى بالشركه وتدارلشخص واحد وتسمى بالشركه الخاصه الى والتي تمثل 74,8% من مجموع الشركات العامله في السويد, أما النوع الثاني من الشركات فهي الشركات التي تسمى بالميكرو وتشكل 21,7% من المجموع الكلي للشركات والنوع الثالث تسمى بالشركات الصغيره التي تشكل 3% من مجموع الشركات وهناك الشركات الكبيره المتوسطه وتشكل0,5% والشركات الكبيره التي تشكل 0,1% من مجموع الشركات العامله في السويد ونسبة 1% لشركات أخرى. ووتبلغ نصيب الشركات العامله في قطاع الخدمات61,5% وفي الصناعه 14,1% والزراعه والغابات والاسماك23,4 % ويتضح من البيانات اعلاه ان نصيب الشركات الصغيره بكل أنواعها تبلغ 96,5% من المجموع الكلي للشركات والبالغه اكثر من مليون شركه عامله في مختلف الانشطه والقطاعات الاقتصاديه, وقد ساهم هذا التأسيس للشركات الصغيره باستيعاب العاطلين عن العمل سواء بتوظيفهم في الشركات الكبيره والمتوسطه او بتاسيس الشركه الخاصه التي تدار من قبل الفرد نفسه. وبلغ حجم التوظيف لعام 2012 اكثر من مليون و600 الف موظف. لقد خلق هذا المدخل التنموي فرصا كبيره للتوظيف وساهم بتوفير المدخولات للفرد والدوله من خلال ألتزام الشركات بدفع الضرائب للدخول والارباح التي تحققها. ويصنع الرقم السويدي من خلال مساهمات الشركات في دفعهم للضرائب لخزينة الدوله لتصبح في نهاية العام ايرادات الدوله الرئيسيه بينما يصنع الرقم العراقي بعوائد النفط . ويتشكل انفاق الموازنه السويديه لعام2013 على النحو التالي وبمليارات الدولاراتمجلس البرلمان 1,8الادارات الماليه والاقتصاد المجتمعي 2,5ضرائب,كمارك, أنقاذ 1,6السلطه القضائيه 6,1فعاليات وانشطه دوليه 0,3الدفاع 7,1مساعدات دوليه 4,8الهجره 1,5صحه ورعايه اجتماعيه و9,5أمن مالي ضد الامراض والاعاقه 14,5أمن مالي ضد الشيخوخه 6,2أمن مالي للعوائل والاطفال 12,0العدل والاندماج الاجتماعي 1,6سوق العمل وحياة العمل 10,3مساعدات طلابيه 3,4التعليم وبحوث الجامعات 8,8الثقافه والاعلام والسؤون الدينيه والترفيهيه 2,0النمو الحضري أو المناطقي 0,5البيئه وحماية الطبيعه 0,8الطاقه 0,4الاتصالات 6,9العلوم الزراعيه والريفيه والغذاء 2,6الاعمال التجاريه 0,8التخصيصات للمحافظات أو الكومونات 13,7أسعار فائدة الخزينه 3,4رسوم للاتحاد الاوربي 5,2الانفاق الكلي 127,9وعند اجراء المقارنات مابين الموازنتين سيتبين لنا ان الموازنه السويديه تنفق اكثر من 40 مليار على الصحه والرعايه الاجتماعيه والامراض والاعاقه والشيخوخه والاطفال والعوائل وهي بنود وفقرات مثبته في صلب الموازنه السويديه من 9 ولغاية 12 في حين ان الموازنه العراقيه تفتقر الى هذا التصنيف الضروري والهام لانه يرتبط ارتباطا مباشرا بهموم وحاجات الانسان منذ الطفوله حتى الشيخوخه, وأذا اضفنا لهذا الرقم المساعدات الطلابيه الفقره 15 فيصل الانفاق الى 44 مليار دولار في الوقت الذي لاتتجاوز ال5 مليارات في الموازنه العراقيه اذا ما استبعدنا البيئه من الصحه التي جاءت مندمجه مع بعضها, علما ان الظرف الصحي والامراض والاعاقات والشيخوخه ومايصرف على الاطفال والعوائل لايقارن بالبلد المتطور السويد, نتسائل هنا لماذا لم تعدل ابواب الصرف, لنصل الى الحد الادنى في الجانب المتعلق بصحة الانسان والرعايه الاجتماعيه ولماذا لم نغير ونحور في فقرات الموازنه لنجعلها تتوائم مع حاجات واحلام المواطن العراقي المشروعه؟؟؟ ماذا لوتم تأسيس مليونين من الشركات الصغيره في العراق لتنهض في توفير الخدمات وتوفير الدخول وتحقيق المستوى المعاشي اللائق للمواطنين؟؟ لو تحقق ذلك سيشعر الجميع بالسعاده الحقيقيه وسيلتف الشعب متضامنا مع ممثليه في البرلمان والحكومه!! بالتغيير تفك الازمات وبالاصرار على الخطأ تتفاقم الازمات!مصدر البينات والارقام الوارده في الموضوع,بيانات الجهاز المركزي للاحصاء السويدي لعام2012 الخاصه باعداد الشركات العامله في السويد. |