الخدعة الجديدة.. زبد الوعود يضاف إلى عسل الكلام |
ان العملية السياسية في البلد تواجه تحديات كبيرة منذ بداية تشكيل الحكومة الحالية والى الان، لان بعض الكتل السياسية لاتريد للعملية السياسية التقدم رغم مشاركتهم في جميع منافعها وخيراتها وانما تحاول ارجاعها الى الوراءولم يساهموا في اي مبادرة حقيقية لانهاء الازمات السياسية التي شهدتهاو تشهدها البلاد بين حين واخر ولم تعمل من اجل تجاوز اي من التحديات التي تعترض نجاح العملية السياسية. ، ان العملية السياسية تعرضت الى العديد من المطبات والصراعات منذ تشكل الحكومة والى الان،وكان الهدف منها ومازالت ابقاء الاوضاع كما هي ومحاولة تمزيق وحدة الصف العراقي، مما يستوجب الدعوة الى عدم السماح لاية جهة ظهرت زيفها و تحاول استهداف العملية السياسية في بث سمومها من اجل الاطاحة بما انجز خلال الفترة الماضية في المشاركة بالانتخابات القادمة.كما ان المزايدات الجديدة التي اخذت بعض الجهات السياسية تتحدث عنها في وسائل الاعلام الحقيقة ليست من باب الحرص على مصالح الوطن والمواطن وليس لها دوافع مشروعة لأن هناك استياءً عاماً من غياب العدالة بشكل عام في الكثير من مفاصل ، إلا أن مسعى تقليص امتيازات النواب والمسؤولين هي خدعة جديدة لاتخدم الصالح العام على الأمد القريب وليست هي بيت القصيد ، انما اتخاذ مثل هذه القرارات التي تحميهم وتخدم مصالح بعض السياسيين لا مصالح الناس والوطن والغاية الاساسية منها مساجلات نفعية الغاية هي الاستعداد المبكر للانتخابات من اجل كسب اكثر عدد من اصوات السذج بهذه الطريقة الرذيلة ومن خلال وسائل الاعلام المعروفة بعداءها لتأريخ ومقدسات العراق ...ان الجزء الكبير من وسائل الأعلام التي تدعي بانها تنتمي لهذا الوطن العظيم و هذا الشعب الطيب (والشعب والوطن منهم براء) كل يوم تخرج على صفحاتها وبعناوين بارزةأخبار طائفية مكتوبة بالخط العريض من اجل ارضاء اسيادهم والأحزاب و الشخصيات الطائفية الحاقد والمأجورة والدول التي ارتموا في احضانها....و اما بعض القنوات الفضائية فالأمر واضح حيث ان أكثر من قناة فضائية كشفت عن طائفيتها و بشكل علني و صريح ودقت طبول حربها و ما أكثر أعداء العراق الذين يريدون الزج به في حرب اهلية تحرق فيها الأخضر و اليابس ..وقد تصاعدت الضجة الاعلامية هذه الايام , والتي قادتها بعض الكتل النيابية المعروفة الحال والتي لم تكن لها اي ثقل شعبي وليست لها جذور بين عوام الناس سوى التطبيل في الاعلام ...ان من وضع هذه الحقوق هم المطالبين اليوم باالغائها الى جانب الامتيازات والحقوق التقاعدية لرئاسات الثلاث .ان هذه الدعوات فيها الكثير من التنافر والتناقض وتصب في الدعاية السياسية في تحسين صورة تلك الكتل ومحاولة اعادة شعبيتها المفقودة بعد الفساد الذي اصاب شخوصها وافتضاح امرها, وخاصة وانها وصلت الى مستوى ًهزيلاًوتشتت قيادتها حيث انصب نشاطها وعملها على التطبيل والتهويل لشخصيات سياسية تنسب لنفسها اعجازات ومكاسب حققتها من خلال المسؤوليات السابقة التي عملت فيها , وتركت مصالح الشعب والوطن في زاوية منسية وحاربت الناس على لقمة عيشها, لذا انصب عملهم اليوم التقرب من المرجعية بعد مطالبة المرجعية في اعادة النظر في الرواتب التقاعدية لاعضاء مجلس النواب واستغلال الفرصة الثمينة هذه بألوقوف الى جانب هذه المطالبة مع العلم ان هذه المطالبة ليست جديدة انما تم الحديث عنها باامتيازفي الكثير من المناسبات السابقة (مع احترامي واعتزازي للمرجعية الشريفة بقيادة السيد السيستاني دام ظله الوارف) ولكن الان ومع الاسف ان هذه الدعوة مغلفة بالاحتيال والكذب والنفاق من قبل هؤلاء, وخاصة وان الانتخابات البرلمانية لا تبتعد عنا إلا بضعة شهور . لذا لابد من ان الجماهير تعي ذلك وتعرف الواقع لكشفها قبل خداع عامة الناس البسطاء , في اظهار الحرص المزيف وعرضهم على الساحة, ان الحملات التي نسمع صراخاتها ليست استجابة لصوت الشعب انما حملات انتخابية مدفوعة الثمن مقدماً , وكما انها ليست لسواد عيون الشعب ابداً , ولكن هكذا تفتخر وتفعل بعض الكتل ونوابهم في وسائل الاعلام وتعتمد على( زبد الوعود يضاف إلى عسل الكلام ). وهم يدركون ويفهمون تماما , (((بانه لايمكن الغاء القانون التقاعدي لنواب , بالكلام العابر والصراخ والعويل والتباكي , اذا لم يصدر قانون تشريعي يصادق عليه نواب مجلس البرلمان )) وهو الطريق الصائب لا من خلال وسائل الاعلام ورغم الضجة التي افتعلتها بعض الكتل , لم يُقدم الى مجلس النواب مشروع قانون ينص على الغاء حق التقاعد للبرلمانيين من اي كتلة تدعي ذلك لحد الان, ولم تبادر اية كتلة برلمانية لطرح هذا المشروع لمناقشة في البرلمان والتصويت عليه , حتى يصبح المشروع قانوناً يعمل به و ينفذ كباقي قوانين الدولة , ولهذا تبقى هذه الاحاديث الصاخب والضجة الاعلامية هواء في شبك لاقيمة لها وهم يعلمون بذلك مسبقاً و يصب في التملص والايقاع بالبعض الاخرمن المسؤولية التي يتحملها كل المشاركين في العملية السياسية ولانزكي احداًمنهم ومن اجل تبيض الوجوه المسودة امام ارادة الشعب الذي ينتظر الفرصة لمحاسباتهم وكشف حقيقة زيف شعارات سراق خبز الشعب ولينتظروا الحساب العسير(ليجزي اللهُ كُلَّ نفس ما كسَبَت إنَّ اللهَ سريعُ الحساب)صدق الله العلي العظيم |