حريق في التحالف الوطني الشيعي

 

من مصائب العهد الجديد , بان قادته السياسيين فهموا السياسة , بانها فن العهر , والشاطر من يدرك ذلك ويتقن فنونها بنجاح ومهارة , وبذلك انقلبت الموازين والاعراف والتقاليد , واختلفت المعايير , حيث قادوا العراق الى الظلام , الذي لا يختلف كثيرا عن ظلام الحقبة الدكتاتورية , فقد انصبوا في اشباع شهوتهم المشتعلة بالمال والشهرة والنفوذ . فحين تسلم مقاليد الحكم التحالف الوطني الشيعي , وبدعم من المرجعية الدينية ومباركتها , واليوم المرجعية الدينية غسلت ايديها بالصابون , وتخلت وتبرت منهم , لانهم جلبوا الى العراق الفساد المالي والسياسي , والكسل الكامل في توفير الخدمات , ووضعوا العراق في عين العين العاصفة المدمرة , بالامس كان التحاالف الوطني تربطه علاقات وثيقة من الثقة والانسجام . واليوم يحاول كل طرف الايقاع بالاخر , في تبادل الاتهامات في تحمل مسؤولية الفشل والاخفاق في جميع المستويات , وكل طرف يكيل للاخر صفات الكذب والغباء والجهل والفساد المالي , وكل طرف يهدد ويلوح بالمفات الفساد والاجرام والارهاب ضد الاخر . بالامس حمل التحالف الوطني الشيعي السيد المالكي على الاكتاف , ووضعه في كرسي رئيس الوزراء , وكانوا سمن على عسل . واليوم اعداء احدهم ينهش وينخر بالاخر , من اجل اخراجه من ملعب الساحة السياسية . فالتيار الصدري يحاول بكل طريقة ووسيلة لاسقاط السيد المالكي والتشهير به , وانه نادم على دعمه بمقاعده الاربعين , في التربع على عرش السلطة , وانه لن يجدد ولايته مهما كانت الظروف , ويرد عليهم المالكي بالصاع صاعين , بانه اشتراهم ببعض الحقائب الوزارية ( اذا كنا اشترينا اصواتهم ( التيار الصدري ) بثلاث وزارات من حصة حزب الدعوة , فاننا لن نشتريها في المرحلة القادمة ) . والمجلس الاسلامي الاعلى يشدد على وجوب تطبيق قرار البرلمان بتحديد الرئاسات الثلاث , وانه لن يدعم نفس الشخص في نفس المنصب , وقرر خوض الانتخابات البرلمانية القادمة بصورة منفردة دون معونة احد . والسيد احمد الجلبي , عراب التحالف الشيعي , يصرح من الصباح الى المساء ضد المالكي , ويتهمه بانه اوصل العراق الى مرحلة اسفل درجات الحضيض , وانه ينتهز الفرصة لاسقاط المالكي , بفشله الشنيع في توفير الامن والكهرباء والخدمات . والسيد الشهرستاني رئيس كتلة ( المستقلون ) يطلب بالالحاح ونفاذ الصبر بعقد اجتماع طارئ يخصص بسحب الثقة واسقاط المالكي . لذا فان احباب الامس الحلوين , الذين قدموا انفسهم الى المرجعية الدينية والمواطنين , كتحالف شيعي يسعى بالاخلاص في العمل الجاد والمتفاني , من اجل الشعب وسعادته بالحياة الكريمة وتوفير افضل الخدمات للمواطن , يتعرى وتنكشف عورته , بانهم سعوا بكل جد ومثابرة في اشباع مصالحهم الشخصية والذاتية , وكل طرف يوجه سهامه للاخر لنحره , والايام القادمة ستكشف عن المستور خلف الغرف السرية , وخاصة وان بيوتهم الزجاجية , قابلة لكسر وتحطيم والتهشيم والتمزيق , ولن ينجو احدهم من يوم الحساب , ومهما حاول المالكي التنصل من المسؤولية , ويخرج نفسه شعرة من العجين . فان الشعب ادرك بانه خدع ووقع ضحية الخداع السياسي , وسوف لن تنطل عليه الاعيبهم بالكذب , وبكل الاحوال ان المالكي احترقت ورقته ويستعد للرحيل , اما الشهرستاني سيجد نفسه في البرلمان لاستجوابه عن ضياع المليارات الدولارات التي نهبت بحجة العقود , وكشفتها لجنة النزاهة البرلمانية , بان هذه العقود كانت وهمية ومزيفة.