العيد يمشي على النار

 

يمر هذا العيد والعراق يمر بأسوأ محنة ومصيبة تعصف به , والادهى من ذلك انسداد اية بارقة امل , في انفراج المحنة , والخروج من هذه الظلمة . التي لفت العراق بعباءتها السوداء , حيث فقد العيد بهجته وزهوه وشموخه وكبرياءه , بعد ما صارت البيوت سجون اختيارية , يجبر العوائل على المكوث فيها , خوفا من التفجيرات والقتل اليوم , الذي اضحى احد ظواهر العراق الجديد . ان مرارة الواقع المؤلم , يتضح من منظر اليافطات السوداء , التي تنعي ضحايا التفجيرات الغادرة والجبانة , تغطي جدران الشوارع , فاية بهجة وفرح في ظل نزيف الدم للمواطنين الابرياء , فقد العيد لونه وطعمه ونكهته وخاصيته العراقية , وحل محلها الاتراح والاحزان , والخوف من المستقبل المجهول . هذا هو حال العراق الجديد , عراق الفساد والارهاب والجريمة , في ظل سياسيي الصدفة , الذين اصبحوا مصدر البلاء والمحن , حيث انغمروا في بهجتهم وسعادتهم ونعيمهم بخيرات المال الحرام , وتركوا الشعب لقمة سهلة لذئاب القاعدة الوحوش , ومن لف لفهم من اعوان النظام المقبور , فقد عملوا صعاليك الزمن التعيس , بكل ما تستطيع ايديهم وعقولهم , في نهب خيرات البلاد , لتضخيم ارصدتهم المالية وتكبير عدد عقاراتهم وشركاتهم خارج العراق , وعملوا بضمير ميت على تحويل العراق الى شعب نكبة يغطيه الاحزان والاتراح واليأس والحرمان , وصار شاطرهم من ينهب اكثر , لقد سقطت القيم والاخلاق والمبادئ , وحل محلها الفساد والرذيلة واخلاق عصابات المافيا . يكذب من يقول سقط البعث ومات صدام , انهم عادوا من جديد , اكثر بطشا وانتقاما , لقد سيطر البعث على مفاصل الدولة مؤسساتها , وهم يتحكمون بالقرار السياسي , وليس غريبا ان تسيطر قيادات البعث على الاجهزة الامنية , وليس عجبا من ان اصحاب الزي الزيتوني وفدائيي صدام , يحتلوا مجلس النواب , , اعضاء برلمان , وتحول قانون اجتثاث البعث الى اجتثاث المواطن من العيش في وطنه واصله وعرقه . لذا لابد من يوم الخلاص والفرج , ولا ننتظر هبة من السماء ان تنزل سلة الفرج , بل يجب ان ياتي من سواعد الشعب , من سواعد الضمائر الحية من الشرفاء والمخلصين والخيرين , لابد ان تزول الغيوم الملبدة بالسموم , وان يبزغ فجر جديد , ليطرد الظلام وثعابينه المسمومة , ان هؤلاء الصعاليك الزمن التعيس , الذين كفروا بالعراق ونعمته , لابد ان يواجهوا بالحساب العسير , مهما بلغ ظلمهم واستبدادهم وجبروتهم , فان صوت الشعب سيدوي من الخراب والرماد . سيولد من الاحزان والمحن والاهوال , ليرسم العراق الجديد , لابد من ساعة النهوض , وساعة الانتفاضة يجب ان تدق اجراسها , لقد طفح الكيل , لابد ان يعيد الشعب رونقة العيد , ويقول وداعا للاحزان , لابد ان يفجر هبة عارمة بالغليان الشعبي , لتنظف العراق من الازبال والنفايات وترميها في مزبلة التاريخ.