بغداد. كتب علي صاحب شربه: – يلعب رئيس حكومة حزب الدعوة المدعوم بريطانيا وإيرانيا، بأحتراف على أوتار البعد الديني وخاصة على وتر المرجعية الدينية، فهو يعرف متى يضرب على هذا الوتر الهام ليحصل على نغمة يريدها هو أن تسمع في أوقات معينة هو يختارها ليكسب بها بعضا من العطف وإقناع تلك المرجعية أنه الحامي والناصر لها، ولتبييض وجهه المتشح بسواد الفضائح والفساد.

المالكي وبعد أن فقد الكثير من أوراقه الضاغطة على خصومه، وتعرى أمام الشعب العراقي من دون أن يملك حتى ورقة توت تستر عورة حكومته الفاسدة، بعد الكشف عن تورطه وأركان حكومته في فساد البنك المركزي وعمولات صفقة السلاح الروسية، لجأ لمغازلة المرجعية الدينية في النجف الأشرف وإستمالة مشاعر عموم الشيعة من خلال الإدعاء كذبا أن أجهزته الأمنية القمعية، تمكنت من إحباط محاولة لإستهداف شخوص المرجعيات الدينية في النجف الأشرف على رأسهم المرجع علي السيستاني المنعزل في منزله أختياريا، فضلا عن أستهداف (كما تدعي الأجهزة الأمنية التابعة للمالكي) مرقد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).

وقالت مصادر أمنية في محافظة بابل، أن القوات الأمنية أحبطت مخططاً لتفجير مرقد الإمام علي، واغتيال مراجع الدين في النجف، ومنهم المرجع الديني علي السيستاني، وأضافت المصادر الأمنية إن "القوات الأمنية قامت بكشف المخطط، واعتقال 30 مسلحة ينتمون لتنظيم ما يسمى دولة العراق الإسلامية في مناطق شمالي بابل".

وتابعت المصادر كلامها، والتي تداولتها وسائل الإعلام العراقية في اليومين الماضيين، أن "هؤلاء المسلحين متهمين بالقيام بعمليات كثيرة، منها تفجيرات مختلفة استهدفت المواطنين، إذ إنهم ينضوون تحت تنظيمات كتيبة (أسامة بن لادن) وولاية الجنوب والفتح المبين التابعة لتنظيم ما يسمى دولة العراق الإسلامية".

وأوضحت أن "المطلوبين نفذوا تفجيرات عدة في محافظة بابل، وأنهم اعترفوا بمخططهم لاستهداف مرقد الإمام عليّ واغتيال مراجع الدين"، وتابعت أن "قوة أمنية ألقت القبض عليهم في حملة دهم واسعة شنت في مناطق جبور وناحية النيل وجرف الصخر والبحيرات".

ويرى الباحث في شؤون المرجعيات الدينية عبد الحسين الياسري أن هذه التصريحات الكاذبة للإجهزة الأمنية التابعة للمالكي، أشبه ما يكون غزل غير مباشر بين المالكي والمرجعيات الدينية لجذب أنتباهها من جديد اليه، بعد أن أشاحت بوجهها عنه وعن حكومته الفاسدة، فقد أراد المالكي إرسال رسالة مباشرة لهذه المرجعيات أنه موجود وأنه لا يزال الحامي لهم والحريص على أمنهم واستقرارهم من الإستهداف، فضلا عن حمايته لمرقد الإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، وما تحمله هذه الحماية المعلنة من شعور جمعي إيجابي لعموم الشيعة.

وأضاف أن الإدعاء أن المؤامرة تم كشفها في محافظة بابل، هو من أجل أبعاد الشبهات والتشكيك، خاصة أنه أريد لها أن تبين أن رقعة السيطرة الأمنية تشمل كل المحافظات وليس فقط في مكان محدد.

وتابع أن رسائل الغزل ربما تحمل أيضا مفهوما عكسيا أيضا وهو أنه إذا كان الحامي لهم أمنيا، فهو قادر على رفع هذه الحماية وتعريضهم لعمليات الإستهداف بالتفجيرات والإغتيالات بالكواتم.

وتجدر الإشارة إن هذه ليست المرة الأولى التي يدعي المالكي أنه أحبط محاولات لإستهداف المرجعيات الدينية في النجف الأشرف، فقد أكد أدعت الأجهزة الأمنية التابعة للمالكي، في نيسان الماضي، أنها أحبطت محاولة لإستهداف المرجعيات الدينية في النجف الأشرف، وقام المالكي في تموز الماضي بسحب حمايات المراجع الدينية في النجف الأشرف تمهيدا لإستهدافهم لرفضهم أستقباله وتأييد فساده وسرقاته وأعتداءاته ضد الشعب العراقي، قبل أن يتراجع مجبرا أثر أحتجاجات شاملة في النجف وباقي المحافظات العراقية.