النائب جعفر الموسوي يتنكر لأهالي ميسان

 

 

 

 

 

 

لم يكن معروفا ولم يكن يخطر في ذهن احد ان المدعي العام الذي سيقف ليحكي للبشرية قصة صدام الذي ظلم الحيوان قبل الإنسان هو شخصا عراقيا اسمه جعفر الموسوي تكلم بصوت يثير مشاعر وذكريات الإنسان العراقي التي لا تحتاج إلى إثارة أصلا لأنها مجرد إن رأت الكابوس الجاثم على صدرها محبوسا في القفص تهللت أساريرها وطارت فرحا وذكرت كل سنوات المحنة وأيام الحصار وذكرت الأهل والأحبة الذين قضوا نحبهم ظلما وجورا همست لهم وهم في قبورهم المجهولة وسط ركام العظام الجماعية.. إن من جلدكم ينتظر مصيره في القفص والمدعي العام شخص يحكي آلامكم ومحنتكم وصبركم,, حيث اذكر بعض كلماته انه قال.. صدام لم يسلم من ظلمه احد حتى الطير والسمك....فردّه صدام وبرزان لكنه وقف صامدا ولم تنفع معه كل المحاولات التي أرادوا بها تضعيفه وثنيه رغم إن قضية صدام واضحة ولا تحتاج إلى أدلة كثيرة ولكن هذه هي مجريات القضاء قضية وقاضي ومتهم وشهود ومدعي عام ..كان جعفر الموسوي رقما في معادلة إعدام الطاغية الذي أذاق الناس ذلا ما بعده ذل حيث لم يفعل فرعون ولا ابو لهب ما فعله صدام بشعبه ,, تحمل النائب جعفر الموسوي هذه القضية فعرّف العالم بقضية الدجيل وعُرف هو أيضا من خلالها ثم جاءت وذهبت الأيام فكافأه الشعب عل صنيعه حيث رشح في حزب الفضيلة الإسلامي ضمن التحالف الوطني عن أهالي ميسان ولست أجد تفسيرا واضحا من اختيار أهالي ميسان بالذات لكي يدلوا بأصواتهم ويكافئوا النائب جعفر الموسوي ربما لطيبتهم او كونهم اكثر الناس سقوا كأسا من الموت لكن المقابر الجماعية منتشرة في كل المحافظات وليست ميسان وحدها لذا من المؤكد ان شيئا اخر غير ذلك ربما هو بساطة الشخصية الميسانية والمشاعر والعاطفة الجياشة التي يتمتع بها الجنوبي والميساني بالذات ,,حيث هبّ أهالي ميسان لانتخابه وكان ممثل لهم في البرلمان رغم انه لم يسكن في ميسان ولم يزورها إلا قبل الانتخابات حيث جاء في وسط المدينة في شارع بغداد ووعد الجماهير بما لم يحلموا به في حين إنهم اكتفوا بالنظر اليه مباشرة لأنه يذكرهم بمذلة ومهانة صدام حيث كان الحضور حضورا عاطفيا أكثر من حضور جمهور يتعرف على برنامج انتخابي لمرشح التحالف الوطني وحزب الفضيلة بالذات انتهت الانتخابات وفاز النائب جعفر الموسوي وبعدها لم نرى له شخصا ولم نسمع له صوتا ربما فتح له مكتب في ميسان ولكن لا نعلم ما هي نشاطاته وما هو دوره خلال هذه السنوات التي مرت والحق يقال انه ليس وحده من تنكر لأهالي ميسان بل النواب العشرة الذين فازوا عن أهالي ميسان لم نسمع لهم نشاط اجتماعي في المحافظة ولا ممارسة أي ضغط داخل البرلمان لإقرار اي مطلب لجمهور هذه المدينة الطيبة ,, لكن الحديث يتركز على النائب جعفر الموسوي كونه لم يكن من أهالي ميسان ولكن مع ذلك صوتوا له ومنحوه ثقتهم عرفانا منهم للجميل ,, أهذا هو الأنصاف يا سيادة النائب هل انتهى المطاف بفوزك وكيف كنت ستفوز لو لم ينتخبك أهالي ميسان الذي لم يكتفوا بعض إصبع الندامة على ما فعلوا بل قطعوا اليد التي حملت تلك الاصابع حيث اوصلت أشخاص يتنكرون للمعروف ولا يولون أهمية لتلك الأصوات التي رجحت كفة وجودك في البرلمان لكنهم كانوا حديثي عهد بالتجربة السياسية وليس الديمقراطية لان الديمقراطية هي آلية معينة لإيصال أشخاص الى الحكم ولكن التجربة السياسية هي تنكر هؤلاء الأشخاص بعد وصولهم الحكم للجمهور الذي انتخبهم لذلك اكتملت الصورة الآن في ذهن الناخب حيث عرف ألاعيب السياسة وعرف انه الأشياء ليست كما تبدوا في الصور والعبرة في الخواتيم وليس في محاكمة صدام ,,اذ ما يمنعك الآن من ان تكافئ أهالي ميسان ! والعذر معروف لديهم ان الصلاحيات متشابكة والمسؤوليات معقدة وهلم جراّء ,, كان بإمكانك إن تحفظ صورتك الناصعة في أذهان الشعب العراقي والميساني بالذات لو استقلت من البرلمان كما فعل النائب جعفر الصدر رغم انك جعفر الموسوي وهو جعفر الصدر .