لا أريد ان أكون متشائما ولا اريد ان أزعجكم بكلماتي قد تكون لها اثر كبير على من يحس المسؤولية وتعيش الحالة تجاه ما يجري اليوم في العراق بصورة عامة ومدينتي الحزينة طوزخورماتو المنكوبة خاصة ..!! أقول كما قال الشاعر المتنبي : (( عيدٌ بأية حال عدت يا عيدُ ... بما مضى أم بأمرٍ فيك تجديدُ )) نعم اليوم كل الشعوب في العالم الإسلامي تعيش أيام فرح وسرور بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك إلا العراق تمر بأيام عسيرة وتستقبل العيد بمليء من الحزن والأسى وبالخوف وبدموع عوائل الشهداء والجرحى يبكون على امواتهم وشهدائهم وخصوصا الأطفال ينادون اين أبي ..!! فوالله حال لم أرى فيها مدينتي طوزخورماتو المنكوبة بأيام العيد هكذا..!! وأنا أتجول اليوم في داخل المدينة لم أرى العيد وأجوائها المتعارف عليها بالاعياد والمناسبات بالأفراح والمسرات وزيارة العوائل بعضها البعض للمعايدة وتبادل التهاني والتبريكات ، للأسف جاء العيد في هذه السنة ومدينتي حزينة وأجوائها مليئة بالحزن والضجر والخوف وشوارعها فارغة ومهجورة وأفرعها مقفولة ومسدودة بالأسلاك الشائكة والعوارض الحديدية والكونكريت المسلح شبيهة بالسجن لمنع دخول السيارات المفخخة والعبوات الناسفة..!! لم أجد ولم ارى اي منطقة في المدينة خالية من مجلس العزاء صباح يوم العيد وإلا أبوابها مفتوحة لاستقبال المعزيين لهم بمناسبة مرور اول عيد على مفقودهم الشهيد..!! وأهل هذه المدينة المنكوبة كانوا يتمنون ان لا ينتهي شهر رمضان كي لا يستقبلوا العيد وأعزائهم تحت التراب..! وحتى الأطفال تراهم مرعوبين وخائفين وليس كعادتهم ان يلبسوا الجديد وان يلعبوا بالمراجيح ويتجولوا بالمدن الألعاب والمرافق الترفيهية..! وكأن المدينة خرجت تواً من الحرب وأثار الحرب على أجوائها وساكنيها..!! اللهم العن على كل من سرق البسمة والفرح والسرور من وجوه العراقيين في هذا العيد جميعا وخصوصا من وجه أهل مدينتي "طوزخورماتو" لان ملامح الشهداء تلاحق كل من يتجول فيها بنظرات العتاب ويسألون : لماذا وبأي ذنب قتلونا..!! لذلك قررت ان أعيادهم بألم وحزن وأقول : كل عام وانتم في خارج السجن بلا سجان..!!
|