عندما تنهار قيمة الإنسان وتطغى انا المتسلط تكون الجماهير في حالة قصور واضح حتى في التعبئة التي تؤهلها للرد وكأن الاستكانة والمهانة هي الطبيعة الأزلية التي جُبلت عليها ،وهذا ما تحاوله القوى المتسلطــــة في كل حال من غرسه ورعايته ،ويكون مؤطر بحملـــة تيئيسية (الشعور باليأس) تقطع السبل أمام أي تغيير أو إصلاح أو انتفاضة ،فيبقى شبح الموت يحوم على رؤوس الضحايا المؤجلة حتى وان قُطع بتمرد فردي لكنه لا يلبث ويغيب وسط الصراخ والنعيق مخلفاً وراءه الشعور بأستحالة الخلاص او مرافقا لردود فعل عنيفة تأخذ شكل البطش الذي تمارسه السلطة المتنفذة ، ويبقى الأمر كما هو عليه حيث يتصف الضحية بالدونية ويعيش حالة عجز ومصيره معرّض لتغيرات ربما يطغى عليها الاعتباط أحيانا والمجانية و اللامبالاة أحيانا ،يعيش حالة من الخوف ويفتقر إلى الإحساس بالقوة والقدرة على المجابهة والخوف من السلطة ومن شرور الآخرين فمن طبيعة الضحية دائماً يتجنب كل جديد ،في حين هناك فئات تعيش التبعية والرضوخ والرفض والعدوانية الفــــاترة تحاول الانتقام بأساليب خفية (الكســل ،التخريب) أو تستخدم أساليب رمزيـــــــة لا تسمن ولا تغني (النكات ،والتشنيعات) وهذا يخلق ازدواجية ونفاق اجتماعي وتعيش مرحلة بين الرضوخ والتمرد الخجول ،وعندما نسلط الضوء على المتسلط والمتشبث بالسلطة والحكم فانه يستخدم الكذب والخداع والتضليل عندما لا يكون في موضع تهديد ووعود معسولة تحت شعارات الغايات النبيلة والخطط والرقي والمستقبل الواعد والافضل ! وكلها هراء تعتاد عليه الجماهير وهي بدورها تخادع وتضلل حين تدعي الولاء وتتظاهر بالتبعية وعندها قد تحول المجتمع إلى مجتمع مزيف لا يستطيع احد الوقوف ضد هذا النهج وهذه الأيدلوجية بين الحاكم والمحكوم ،فالكل يريد ان يلعب لعبته بما تسمح له إمكانياته فالانسان الذي فقد مصيره يستحيل عليه التخطيط لهذا المصير ويظل بالتالي اسير الظروف يعيش ليومه غير عارف ما يمكن ان يحمله غداً وهكذا يتقلب ما بين التفاؤل والتشاؤم تبعا لطبيعة اللحظة الراهنة يفرط في تفاؤله اما م الظفر العابر ويفرط في تشاؤمه امام الانتكاسة الآنيـــة والويل لذوي النوايا الطيــــــــبة فقد كتب عنهم احد الشهداء إنهم ضحايا مؤجلة وكان هو احد الضحايا وقد تحققت نبوءته ! ولا زالت تلك الضحايا المؤجلة ترحل تباع
|