يا سيوف خذيني !!

 

ماذا تبقى لنحيا له و نحن نموت يوميا الف مرة و نحن احياء او ربما ندعي أننا احياء ؟!! يقولون عنا اننا متشائمين و من اين يأتي التفاؤل و الانسان يتشظى يوميا بين الجثث و رائحة الموت ؟!! ما هو ذنب بغداد بين المدن ؟!! و ما ذنب العراق بين الشعوب و الامم ؟!! ذنبنا في موقعنا ؟ في ادياننا ؟ في مذاهبنا ؟ في شخصية الفرد العراقي ؟ في طريقة تعبيرنا عن معتقداتنا ؟ في تأريخنا ؟!! ما هو ذنبنا ؟!! يطالبونا بحلول !! و اين اليوم هي الحلول؟!! الموت اليوم رفيق دربنا و رفيق اطفالنا الى المدارس و رفيق البائع على رصيف و رفيق الصغار و هم يسارعون الى الدكان في زقاق صغير و رفيق الزوجة في السوق و رفيق الجندي في نقطة التفتيش و رفيق المصلي في مسجده و رفيق النائم في فراشه !! لم يتبق لي من صديق سوى الموت فهل في الموت خلاصي ؟!! و انا اعدو بين من يسرق رغيف خبز اطفالي و بين من يبحث عن عنقي ليقتص منها ما تبقى من انفاسها اللاهثه من العدو بين الدين و السياسه و محاولة ارضاء فلان و محاولة التذلل لفلان ؟!! لاطعام صغاري و كسوتهم و ستر زوجتي و حمايتها بشكل يحفظ لها شرفها و مظهر يبقي لها كرامتها و شراء دواء ابي العاجز و امي التي تكسرت عليها السنين في وطن الالم و لم ترحم شيخوخة و لا شيبة !!! هل استمر بالهرب بلا جدوى و العدو المتسارع بلا جدوى و التحليل بلا جدوى و التوجيه بلا جدوى ؟!! أم يصرخ القلب باكيا من وجع هذا العالم : يا حياة إرحميني .. و يا سيوف خذيني !!!