هل يوجد في العالم اكثر من هذا الغباء؟؟

 

الغباء مصيبة يبتلي بها الفرد دون علمه وارادته , وتكون فداحتها اعظم بمثابة الطامة الكبرى , عندما يكون هذا الفرد مسؤول ومشرف على شؤون البلاد والعباد , وبيده الحل والربط ومصير المواطن , العهد الجيد ابتلى بحفنة من الاغبياء والجهلة , بشؤون المعارف العامة , اضافة الى فقدان الخبرة والكفاءة والذكاء المهني والسياسي . ذو التفكير السليم والمعقول والمنطقي , في مواجهة التحديات الملحة , او معالجة القضايا الساخنة , في دفع الاخطار , وانقاذ البلاد والعباد , ومن الكوارث التي اصابت الشعب العراقي بكل اطيافه , هو الارهاب الدموي , والقتل اليومي , وما آلت اليه الحالة العراقية بالانهيار الامني , وغياب المعالجة المطلوبة , سوى التهريج الاعلامي , من المسؤولين والمشرفين على الاجهزة الامنية , لتغطية على فشلهم الكامل في ضبط الوضع الامني , بالتبجح الفارغ والمؤلم , عن وضع خطط وستراجيات في مكافحة الارهاب , والقضاء الكامل عليه , بوضع حلول ومعالجات من شأنها ان تسيطر على الارهاب , ان هذا التبجح الاعلامي , ماهي إلا فقاعات هوائية , تمزقها العصابات الارهابية , بعد سويعات قليلة بالرد بالتفجيرات الدموية في مناطق مختلفة . وهذه المرة اخترعت الاجهزة الامنية , اسلوب جديد سحري , يقضي بشكل مباشر على القتل اليومي , الذي صار روتين ملازم لحياة المواطن , ان الاسلوب الذي اخترعته عباقرة شؤون الامن ومحاربة الارهاب ., هو حجز المواطنين داخل بيوتهم ومنعهم من الخروج منها , باجراءات امنية مشددة ومعقدة , ومنها غلاق الشوارع وتقطيع اوصال المناطق , حتى يجد صعوبة في التنقل من منطقة الى اخرى , مما يضطر مرغما على المكوث في البيوت قسوة , ايام العيد , ومع تطبيق هذه الاجراءات الامنية العبقرية , لم تمنع عصابات الاجرام , ان تعمل بحرية تامة , في حصد ارواح المواطنين الابرياء , وخلال ايام العيد , سقط اكثر من 400 قتيل وجريح , من موجة التفجيرات بالسيارات المفخفخة , وكانت حصة بغداد 15 سيارة متفجرة , ورغم ضخامة العدد من الضحايا , تتبجح الجهات الامنية بالنصر المبين على الارهاب والارهابين , وهي تصرح بنشوة زائفة الى وسائل الاعلام , بانها خنقت الارهاب ,حسب تأكيد قيادة عمليات بغداد بان ( الخطة الامنية التي جرى تطبيقها قبيل حلول عيد الفطر , والتي تزامنت مع اطلاق عملية ( ثأر الشهداء ) كان لها الدور الابرز في استقرار الامني الذي يشهده العراق , ولا تزال متواصلة وتحقق اهدافها بكفاءة عالية ) , , يحكى بان كان في احدى البلدات , حفرة كبيرة تسببت في سقوط ناس كثيرين فيها , ضج اهل البلدة من هذه البلوى والمصيبة , التي اصابتهم , وذهبوا الى المسؤولين والمشرفين على شؤون البلدة , يشتكون حالهم ,من المصيبة التي وقعت على رؤوسهم , وقف الثلاثة من المسؤولين على امور البلدة , يتشاورون مع بعضهم البعض في حل هذه المشكلة
قال الاول : الحل هو ان نوقف ناس امام الحفرة , وكل ماسقط احد فيها , ياخذونه بسرعة الى المستشفى
وقال الثاني : لا , الافضل ان نوقف سيارة اسعاف امام الحفرة , وكلما سقط واحد نقلناه بسرعة الى المستشفى
اما الثالث فقال : لا , انا عندي حل افضل , نردم هذه الحفرة ونحفر واحدة , بدلا عنها قريبة من المستشفى
وليس غريبا ان يطلع علينا جهابذة الملف الامني من المسؤولين , بحلول سحرية تقضي نهائيا على الارهاب والقتل اليومي , وهو قتل المواطنين في بيوتهم , قبل ان تحصدهم السيارات المفخفخة في الشوارع , وبذلك حققنا النصر النهائي على الارهاب.