عذرا مايير... عذرا شارون |
قبل ان اعتذر عن نفسي ، علي ان اخفف العبء عن آلاف الامهات اللاتي مازلن يعتقدن كل الاعتقاد بان اليهود هم اقسى البشر . فكلما كنت اقسو على اخي الاصغر تعويضا عن قساوة اتلقاها من اخي الاكبر كنت اتلقى هذه العبارة التي التصقت منذ الطفولة الى يومنا هذا على الجدار الخلفي لدماغي : قابل انته يهودي ؟ ... اماه !!! ايتها الطاهرة المقدسة واغفري لي جرأتي وتطاولي على مقام الامومة الملاصق للعرش ، ليس اليهود هم اقسى البشر ولم يعد من حقنا بعد اليوم ان نضرب بهم المثل بفقدان الرحمة . صبرا .. شاتيلا ... جنوب لبنان ... غزة ... اقسم بالله العظيم وبرسوله الكريم ان اي عربي او مسلم لا يحق له بعد اليوم بتعيير اسرائيل على ما ارتكبته من فظائع . فما فعلناه ونفعله وسنفعله كل يوم يبرر لكل مسلم وعربي لو كان في جوفه بصيص ضمير ان ينزع جلده ويلبس جلد اي جرذ موبوء بالطاعون يسبح في مجاري اورشليم . فعذرا سيدتي الفاضلة غولدامايير وعذرا سيدي الرائع مناحيم بيغن وعذرا سيدي الشريف شامير والف عذر سيدي الوطني مناحيم بيغن والف عذر سيدي المناضل ارييل شارون قدس الله روحك الزكية وعذرا لك سيدي الكبير نتانياهو ، باسم آلاف المنكوسين على رؤوسهم من امثالي اتمنى لك الشفاء من عملية الفتق فانت اولى برحمة الله منا ، وعذرا لو تجرأ من يزعم انه مسلم ورفع يديه بالدعاء لك فانت اقرب للسماء وانت الاتقى والازكى والابر ونحن احوج لدعائك . عذرا لكم جميعا لاننا ولدنا وعشنا في نفس الزمن الذي ولدتم وعشتم فيه - ايها الشرفاء - فعكرنا عليكم انسانيتكم ومزاجكم الرائق . اقول شرفاء واعني كل حرف في هذه الكلمة لان التاريخ لا حديثه ولا قديمه ذكر لنا بانكم خدشتم جلد ابناء جلدتكم ، انما نذرتم انفسكم وحياتكم لتامين حياتهم ورحل من رحل منكم عن هذه الدنيا وهو لم يرتكب جريرة الاعتداء على من يمتون اليه بادنى صلة . اما نحن القادمين من توحش الغابات وبؤر الهمجية التي اسسها العصر الدموي والعباسي والعثماني فلا يمكننا ان نكون غير ذلك . هذه جيناتنا وهذه تركيبتنا وهذه بضاعتنا ، وحوش كواسر بجلود بشر نتفنن كل يوم بالبطش بانفسنا وانتم تنظرون . ها نحن نفتح الصدور ونتلذذ بمضغ القلوب وفاء لما فعلت جدتنا هند بالامس ونمارس الذبح الوحشي الحلال مع الاطفال وسط شوارع بغداد التي كانت تفتعل الفرح يوم العيد بحسن نية . اعتذر مرة اخرى سادتي الاكابر والعذر عند كرام مثلكم مقبول. |