الموت السمة المميزة للعراق في ظل حكومة "حزب الدعوة", وبعد كل حفلة موت جماعي يعلن الدعاة النصر المؤزر .. لعلها لعبتهم التي أجادوها فليس لهم قدرة على لم شتات الوطن الممزق بحراب أعداءه والحراب المخصصة لحمايته, لذا أتجهت "أقلام التسوّل" صوب البصائر لتعميها عن رؤية الحقيقة .
توجهت الفضائيات الرسمية والتابعة بمساندة بعض أدعياء الثقافة للهجوم على من يعاضد الشعب بعد كل فشل تقع به حكومتهم التي تهرأت وأنكفأت داخل أسوار الخضراء, لم يسلم منهم أحد, بيد أن المستهدف الرئيس كل من يعتقدوه بديلاً مناسباً يمتلك مشروع قادر على تقليص المشاكل التي تعصف بالبلد, وهذا يعد من الأسباب المباشرة والرئيسية التي جعلت الحكومة منقوصة أو ناقصة, فبعد أن شارفت هذه الدورة على الأنتهاء لا زال "أبو إسراء" وزيراً لجميع الوزرات والأجهزة الأمنية, فهاجس الرعب الذي يتمّلك الرئيس هو أن ينجح غيره !
من جملة ذلك التطبيل الذي يكاد يفوق من عهر الإعلام البعثي, محاولات رمي أسباب الأنهيارات المتلاحقة بساحة الآخرين, وتنزيه المسؤول عن الأمن وكل شيء من أي قصور أو تقصير .. ما أن تتعرض حكومتهم العتيدة إلى نقد هنا أو نصيحة هناك حتى أنبرى لتلك النصيحة باعة الضمير متهمين من يقدمها بالخيانة العظمى لسيادة الرئيس القائد!!
من المجحف حقاً أن يحدد مسارات العملية السياسية ويفكك أحاجيها الذين يقضون لياليهم الممتعة في لندن وغيرها من العواصم الجميلة, ذرائعهم عديدة وتلامس عاطفة الإنسان, بيد أنهم لا يخسرون شيئاً سوى الجلوس ساعات قليلة لأصدار أحكامهم الهوجاء .. لا زال هؤلاء يساهمون بأذكاء نار الحرب تحت يافطة "الشجاعة والحق", ولو كانوا صادقين لما جلسوا لحظة واحدة في تلك الديار الباردة .. بعضهم يدعو علناً لحرب طائفية معللاً دعواه بأنها تساهم بالتأسيس لواقع جديد كنتيجة حتمية لفوضى الحروب, بيد أنهم يتغابون أو بالأحرى لا يصرّحون عن هوية وقود تلك الحرب ؟! .. قد يكون موت الضمير يبعد الأنسان عن التأثرّ بالمأساة التي يعيشها أبناء "شعبه السابق", فجميعهم يتمتعون بجنسيات أخرى, ولعل الشيء الوحيد الذي أخذوه من الغرب هو سعادتهم وبعض مصطلحات السياسة المولّدة لحالات الموت الجماعي, وليتهم تعلّموا كيف تُحترم العقول .
رجالات الزعيم يكابرون على الفشل, بينما أبناء جلدتنا في الخارج, يطالبون الشعب المذبوح بالتصفيق لسيادة الرئيس وطاقمه المصاب بالتخمة .
الإرهاب ينجح بقضم الأرواح البريئة, ونعرف القاتل بقدر معرفتنا للمقتول الذي هو "نحن" ولم تبتكرو شيئاً بتسميتكم للجهات المجرمة, بيد أن المسؤول هو المعني الأول بحفظ الدماء, ومن يسكت فقد خان .
|