لم نعرف منذ إن خلقنا طعم الفرح في لحظات السعادة, بل نحن الذين خلقنا من اجل الحزن والألم والحسرة, هكذا عرفنا التاريخ : ألم على أرصفة الموت المحقق الذي يدق ناقوس الخطر فيه بأي لحظة نريد أن نقف أمامها ,أينما نولي فالموت أمامنا, أصبحنا قبله الدم الهادر الذي يزيح عنا الفرح, نبقى نلملم جراحاتنا التي مزقت جسدنا, وأصبح لا وجود لمكان أن نضيف عليه جرح آخر فإننا قد تخمنا بهذه الجراحات . بالأمس كان صدام وجلاوزته رأينا أنواع العذاب والألم والحرمان, واليوم الإرهاب ودينه الكافر, في كل يوم يفجعنا بفقد الأحبة وأعيننا تدمع بكل لحظة, من جراء هذه الأمور قد عشقنا اللون الأسود الذي أصبح لدينا أفضل الألوان . بلدي يشتعل في نار التفجير وأنا انظر أليه صامتا بخوف ,الناس لا تعلم ماذا تفعل فهي أيضا بقيت صامته وباكية في نفس الوقت ,الحكومة المعززة المكرمة مازالت تلقي اللوم على الحكومة الأخرى. ونحن ضعنا بين حكومتين واحده تنتقد وتعربد وواحدة تستنكر كل ما يصدر من الإرهاب, وأنا مملوء فمي دم أخوتي الضحايا, أخوتي الذين أذا اتصلت بأحدهم ووجدت هاتفه مغلق قلت رحم الله قد أخذه الإرهاب مني. هذا بلدي هذه الحياة فيه, أمر معقد ارتباط الموت بحياة شعب معدم الخدمات, كان يطالب بتحسين المعيشة وتوفير الخدمات الآن أصبح يطالب بحياة لا وجود فيها للموت المروع عجبا لبلد وشعب لا يروق له العيش بانتظام والموت بانتظام بل أصبح كل شئ فيه عشوائي . قبل كم سنة طلب مني احد الأشخاص الأجانب أن اشرح له ما يدور في العراق؟ فقلت له: بان لدينا سياسيين وحكومة تقتل شعبها من اجل عيشه, فتعجب الرجل وقال: العجب من هذه الحكومة ,من أين أتت؟ قلت الشعب الذي يذبح يوميا هو من أتى بها, فضحك كثيرا وبقى يضحك وقام من جانبني وقال عجبا لحكومة تقتل شعبها من اجل أن تعيش ونحن لدينا حكومة تقتل نفسها من اجل أن يعيش شعبها, غادرني ولم يبقى ألا صوت ضحكته العالية معي أفكر فيما قال, وبعد أسبوع من هذا الأمر عدت إلى بلدي المم جراح أمي وأخي بفقد أحبه قد غادروا ,ولم تبقى سوى ذكرياتهم وقلت باني عائد إلى المجهول وبالفعل عدت إلى المجهول لنعيش ببلد مجهول وشعبا مجهول وحكومة وسياسيين اجهل من الجميع. فعذرا لك يا بلد الأموات أن قاول باني كرهتك منذ أن سمعت بك ولا يسعدني أن اسمع صوتك فتاريخك الذي يتكلم البعض عنه ما هو ألا كذبة قد خلقت لتملأ صفحات التاريخ فلا اعتقد يوجد بلد ووطن يقتل فيه أبنائه بهذا الشكل وهو مازال على قيد الحياة...
|