سلاما ياعراق : السيد المالكي .. أعتذر لك ولدولتك



يا دولة رئيس وزراء الخضراء، أتسمعني؟ أرجوك أجبني فإني أناديك نادما لا مهاجما. أريد ان أعتذر منك بصدق عن كل نقد أو انتقاد وجهته لك. أنا يا سيادة الرئيس قد وقعت في خطأ كبير حين حملتك مسؤولية الخراب والدمار الذي حل ببلدي. كنت غافلا عن امر مهم طيلة كل هذه السنوات، فأرجوك أن تغفر لي غفلتي وتعفو عن زلتي وشفيعي عندك ان سبحان من لا يُخطئ إلا أنت، فحاشاك حاشاك من الخطأ!
الغلطة التي جئتك معتذرا منها تكشف أيضا عن جهلي، أو سمها غبائي إن أحببت. فلو لم أكن غبيا لما تصورتك رئيسا لحكومة دولة العراق وأنت ترأس حكومة دولة أخرى لها حدودها المميزة ولغتها الخاصة وأخلاقها المختلفة. تصور اني لم انتبه إلى ان الخضراء فيها دولة مكتملة الشروط بينما العراق الذي أنتمي إليه ليس فيه مؤسسة واحدة توحي أن فيه ربع أو ست دراهم، دولة. بصراحة انت تتحمل جزءا من وقوعي في مطب الجهل والغباء. فلا أدري لماذا لم تأمر بوضع علم خاص لدولتك؟ ولماذا، أيضا، لم تضع لها نشيدا وطنيا؟ فلو كنت قد فعلت ذلك لجنبتنا الزلل وخلصتنا من ذنب التدخل في شؤون الدول الأخرى.
إنني لا أعتذر لك فقط بل وأعاهدك أيضا انك لن تسمعني أقول لك بعد اليوم: تنحّ، لأنك متنحّ عنا ومنهمك في بناء دولتك. هذا حق مشروع تكفله لك حتى الأمم المتحدة، ولو، بحسب علمي، انك لم تتقدم لحد الآن بطلب انضمام الخضراء إلى "عصبة" الأمم.
ومع تعهدي هذا واعترافي بجهلي واعتذاري لك ولدولتك من كل قلبي، لكني أقولها لك بصراحة من الآن، اني لن أسكت وسأعود لنقدك أشد مما كنت عليه من قبل، اذا وجدتك تتدخل بالشأن العراقي. اعتقد انك تعرف أصول وقواعد التعامل بالمثل، أليس كذلك؟
قبل ان أنهي اعتذاري أردت فقط ان أنقل لك عتبا من مدينة اسمها بغداد، وهي اقرب جارة لدولتك، قد فجعت بالعيد ولبست السواد وظلت تئن ليل نهار. أما كان الأولى من باب حق الجار على الجار ان تزورها وتحضر واحدة من فواتحها على الأقل وتُسمع أهلها المنكوبين كلمة طيبة واحدة؟
قد أعذرك هنا لأنكم في الخضراء لا تُفجعون. وحال نسائكم بالعيد ليست كحال جيرانهن العراقيات. مع هذا ونيابة عن مدينتي بغداد أرسل لك بطاقة المعايدة المرفقة على الرابط التالي واحكم بنفسك، هل في دولتكم امرأة عيّدت بهذه الطريقة؟