ركوب الموجة ... وقيادة المرجعية للتظاهرات

 

 

ان خطابات المرجعية - اقصد مرجعية الشيخ اليعقوبي حفظه الله خصوصاً - لايمكن تداولها على انها خطابات ارتجالية ومواقف انية لا ترتبط بسلسلة من المواقف والخطوات التي يسير بها المرجع في منهجه ومشروعه وما ظهر على لسانه من موقف واضح من التظاهرات التي يراد لها ان تخرج في الايام المقبلة ، فالسؤال الذي يتردد على صفحات التواصل الاجتماعي ليس اليوم فقط وانما منذ فترة طويلة حول موقف المرجعية المطالبة بالحقوق واعتقد ان الموقف الشرعي واضح ومعلن بشرعية المطالبة بالحقوق وقد ذكر المرجع اليعقوبي ادام الله في خطبته يوم الزهراء في التشييع الرمزي لنعش الصديقة الزهراء عليها السلام في النجف عام 2009 حين ذكر حديث الصحابي الجليل ابا ذر عندما نفي الى خارج المدينة حينما اصابه الجوع وظلم السلطة وتضييع الحقوق قال: (عجبت لمن لم يجد قوت يومه كيف لا يخرج شاهرا سيفه) ، فالمطالبة حق مشروع الا اننا  اليوم نختلف في التفاصيل وهي بالاساس (من يقود التظاهرات؟؟) ولماذا لا تقود المرجعية نفسها هذه التظاهرات ؟.

اقول : ان المرجعية بمقامها ومكانتها لا يمكن لها اليوم ان تقود التظاهرات بشكل مباشر لاعتبارات امنية ليس خوفا على نفسها فتاريخ المرجعية حافل بالتضحيات وتقديم القرابين وليس عنا ببعيد الشهيدين الصدرين ، هذا من جهة واعتبارات اجتماعية ودينية واخلاقية فلو خرج احد المراجع الكرام اليوم بنفسه الى التظاهرات فسنجد اصوات نشاز لكنها ستكون واضحة ومؤثرة ولها ماكنة اعلامية واتباع تنادي بان هذه الفعالية المرجعية هي لمصالح سياسية وللضغط من اجل الحصول على مكاسب والمراجع اجل وارفع من النزول لهذا المستوى.

كذلك لو كلفت المرجعية جهة او جماعة بقيادة هذه التظاهرات فستنطلق نفس الكلمات او تجد جهات سياسية مشاركة بالحكم او تريد التسلق على مطالب الجماهير او حتى الحكومة نفسها هي من تخرج للتظاهر لانهم يجدونها فرصة للوصول السياسي والتمدد الجماهيري ، واركز على هذا المطلب ان دعوة المرجعية اليوم الى تظاهرات باسمها سيجعلنا امام سرقة علنية لهذه الدعوة من قبل جهات طامحة وطامعة بالحكم في العراق تتلبس باسم المرجعية وتجد من يدعمها سواء من الداخل او الخارج.

وقد ذكر سماحة الشيخ ذلك بوضوح واليكم النص من خطبة العيد الثانية :

((واليكم بعض الأساليب الماكرة التي تدَّبر اليوم لخداع الشعوب والسيطرة عليها والتحكم فيها وسوقها الى ما يريده الحكام:

1-  ما يسمى بالمصطلح ( ركوب الموجة) بان يستغل السياسيون مطالب حقيقية ومشروعة للشعب فينادي بها لكسب الجماهير اليه والتقوّي بهم للضغط على خصومه لتحصيل مكاسب اكبر سواء كانوا داخل الحكومة او خارجها، كمطلب تحسين الخدمات وإيجاد وظائف للعاطلين او معالجة الخروقات الأمنية او إلغاء الرواتب التقاعدية الباهظة للبرلمانيين وأمثالهم وهي مطالب مشروعة نؤيدها وندعمها لكن جهات شبابية مجهولة تحاول تحريك الناس تحت عنوان هذه المطالب لأغراض معينة على رأسها السيطرة على توجيه المجتمع والتحكم بحركته وانتزاع قيادته لتكون بيد جهات خفية تعمل على مواقع التواصل الاجتماعي وبدعم داخلي وخارجي مالياً وإعلامياً وسياسياً وليضغطوا بذلك على الجهات الفاعلة على الارض حتى تسير في ركابهم)).

وإذا حصل فهل المرجعية غير قادرة على ان تثبت او تتمسك اثبات وتفرض وجودها وتبقى هي صاحبة التظاهرات ؟؟ ، هذا سؤال اخر يتفرع من هذه القراءة للموقف ؟.

اقول ان المساجلات السياسية واستخدام الاعلام وضخ الدولارات لتوجيه الرأي العام والتراشق الاعلامي هي اساليب يستخدمها السياسيون ولا يمكن ان تنزل المرجعية الى هذا المستوى طبعا لان المنهج الديني والاخلاقي وسيرة الائمة (عليهم السلام) واضحة في هذا الموضوع وقد اشار اليها الشيخ اليعقوبي "دام ظله" في خطبته حيث قارن بين سياسة معاوية (والمثال : هم سياسيو العراق اليوم) وسياسة امير المؤمنين عليه السلام (والمثال : هي المرجعية الرشيدة وكل ملتزم بهذا النهج).