الاجهزة الامنية وثقافة البعث



اثناء الحرب العراقية الايرانية المدمرة , التي اشعلها النظام المقبور , والتي سقط نتيجتها الكارثية , اكثر من مليون بين قتيل وجريح , كانت البيانات العسكرية , التي تعلن كل مساء وهي تتحدث عن سير المعارك المشتعلة على طول جبهات القتال , بكل انواع الاسلحة الفتاكة والمدمرة , التي كانت بحوزة الجيشين المتحاربين , تتحدث هذه البيانات عن بطولات الجانب العراقي , وهي تكبد العدو الايراني خسائر فادحة في الارواح تتعدى العشرات وبعض الاحيان المئات القتلى , بينما من جانبنا يسقط شهدين او ثلاثة بعض الاحيان وعدد مماثل من الجرحى , , لان جيش صدام يضرب باسلحة فتاكة , بينما الجانب الايراني يقصفنا ويضربنا بالشكولاته والحلقوم والفستق , هذا التبحح الارعن والمجنون والزائف بالكذب الغبي ,وهي تتحدث عن انتصارات القادسية المشؤومة , على طول جبهات الحرب , ان اسباب تزييف الحقيقة وعدم مصارحة الشعب , لانه لايؤمن بالشعب , وثقافة البعث تعتمد على نهج الاستخفاف والاستهزاء بالعقول , بالكذب والخداع والتضليل واخفاء الحقائق بشكل ارعن , حتى صارت محل تندر وسخرية واستهزاء من جانب الشعب , ولكن شر البلية ما يضحك , كأن ثقافة البعث تحيا وتعود من جديد و
تستنسخ طبق الاصل , في بيانات وتصريحات القادة الامنين والمشرفين على الملف الامني , الى وسائل الاعلام , وهي تكشف عن حجم الدمار وعدد الضحايا والجرحى , جراء التفجيرات الدموية من عصابات الارهاب والجريمة , ان لغة ولهجة البيانات والتصريحات , لاتخرج عن اسلوب البعث وثقافته شكلا ومضمونا , بالتغطية على الحقيقة بالكذب الارعن والغبي , وهذا يدل بشكل قاطع , على الفشل الكامل بالسيطرة على الوضع الامني , وانهيار المنظومة الامنية , وغياب التخطيط والتنظيم والتنسيق بخطط كفيلة بردع الارهاب وتجفيف منابعه , ان الحقيقة الفادحة والمؤلمة بالتقصير والاخفاق الكامل للوضع الامني , وإلا ما معنى تعرض بغداد الى 15 سيارة مفخفخة , ويكون اجمالي الضحايا ثلاثة شهداء , هل كانت العصابات الاجرامية تحاول ان تزيد بهجة العيد وفرحته , بسيارات متفجرة , هي بمثابة العاب نارية , تضفي اجواء المرح والحبور , لتزيد رونقة العيد بالافراح البهيجة , لان هذه السيارات المفخفخة , لاتسبب ضررا الى المواطن , حتى لو خدش بسيط , وان المواطنين ينتظرونها بشوق ولهفة وسرور الى لحظة انفجارها , ان هذا الكذب الهزيل والسخيف والارعن , لا يقنع حتى الاطفال , وكأن الجهات الامنية والقادة المسؤولين , يتعاملون مع شعب غبي وجاهل ولايفهم من الحياة شيئا , ان هذه التصريحات والبيانات , تؤكد على الوقع المرير والمؤلم , الذي يتعرض الشعب الى حرب ابادة , والمشرفين على شؤون الامن , يلوكون الثقافة البعثية باصدق معانيها