جنة العراقية وجحيم الشرقية ؟

 

البعض يعتقد أن الناس مغفلين ويحاول على ضوء ذلك كما يعتقد وهو (مخطأ طبعا) الضحك على ذقون الناس و"أن يمرر أكاذيبه وبأساليب الحرب النفسية التقليدية وما تقوم به قناة العراقية أنموذج لتسويق الكذب الرخيص لأغراض أنسانية أو كما يسميها  البعض"اكاذيب بيضاء"على غرار ما  كانت تقوم به نفس القناة أيام الحرب العراقيةالايرانية اذا كان القتال على اشده بين الجيشين العراقي والايراني على الجبهة في حرب ضروس استمرت 8أعوام(1980_1988) وكان الاف القتلى يسقطون من الطرفين يوميا في الهجومات والهجومات المضادة ويأتي في المساء مذيع الاخبار ليقرأ نشرة أخبار الساعة الثامنة ومنها تفاصيل المعارك والتي تتضمن الاف القتلى من الطرف الايراني وعند الوصول الى فقرة خسائر الجيش العراقي يذكر المذيع أنها "شهيد واحد"؟وهذا الدور التزييفي الذي كانت تقوم به عراقية أيام زمان وعلى طريقة وزير الدعاية النازية الالماني غوبلز"أكذب  ثم أكذب حتى يصدقك الناس"؟ بدأت العراقية  اليوم تنسج الاكاذيب على منواله  وأخشى ما أخشاه في النهاية ان يصدق الكذابون ما أطلقوه من أكاذيب؟ فهي خير خلف لخير سلف في الاكاذيب وتزييف الحقائق والمعلومات والارقام ؟بالأمس ضرب الارهاب بقوة شوارع وساحات بغداد والمحافظات وتحول عيد الفطر الى مأساة دموية حقيقة ؟"وتحدثت وكالات الاخبار عن عشرات الشهداء ومئات الجرحى بينما أصرت قناة العراقية أن شهيدين  فقط سقطا جراء العدوان الارهابي؟ أن قناة العراقية  تريد أن تصور الواقع على أنه وردي والدنيا"بمبي وأنا جنبك وأنت جنبي"؟ والحياة في العراق كأنها جنة الفردوس وأن الوضع تحت السيطرة وأن الارهابيين "الملاعين" كسرت ظهورهم  وسيولون الدبر؟ ولا داعي للقلق وفي الحقيقة أن ما تقدمه  العراقية من وجبات أخبارية ما هي ألا "أكاذيب مسلفنة"للأستهلاك المحلي ولتضليل الرأي العام كي لا يطلع على الحقيقة المرة والمؤلمة  وهي أن الأرهاب يسرح ويمرح على هواه دون  وازع  أو رادع ولم تدرك العراقية خطورة الدور الذي تلعبه والنتائج المترتبة عليه وهذا أن دل على شيء فأنما يدل على أفتقادها وأفتقارها للمهنية في العمل الأعلامي ؟من أين تأتي المهنية ومديرها العام السيد محمد عبد الجبار الشبوط منهمك بمغامراته العاطفية في مكتبه الحكومي ضاربا بعرض الحائط المهنية وأهلها؟

وعلى النقيض من أنموذج قناة العراقية"الممولة من المال العام نجد قناة الشرقية الممولة هي الاخرى من أموال العراقيين التي أودعت في حساب مالكها "سعد البزاز"في الخارج أيام النظام السابق فالشرقية تهول الاحداث وتكبر الوقائع و"تعمل من "الحبة  قبة " كما يقولون وتصور الحال في العراق  بأنه الجحيم بعينه وكأن القيامة ستقوم  والبلد على شفير الحرب العالمية الثالثة أضافة الى ضعف مصادرها وأستنادها الى أقوال متحدثين مجهولين أو الانحياز لجهات سياسية على حساب أخرى وهذا الاسلوب التصعيدي والشحن الطائفي الذي تبنته "الشرقية ومنذ عام 2006 ساهم بشكل كبير وملموس  في تأجيج الشارع المحتقن  وبالنتيجة تضاعفت أعداد الضحايا والمهجرين ؟ ولا تزال الشرقية على نفس النهج الذي يفتقر للأعتدال والمصداقية  والحيادية؟ على الرغم من محاولات الظهور بمظهر القناة الاجتماعية والمجتمعية القريبة من هموم الوطن والمواطن وأنفاقها بسخاء مبالغ ضخمة على شكل مساعدات مالية او عينية لمواطنين معوزين أو شراء وحدات سكنية لعوائل فقيرة ألا أن ذلك لايغفر للشرقية ولا يشفع لها أنتهاجها أسلوب تحريضي ضد جهات حكومية أو المبالغة والمغالات بالاحداث وكأن البلد على كف عفريت أو يتجه  نحو الحرب الاهلية ؟ وما بين  نهجي العراقية والشرقية دفع المواطن وما زال يدفع فاتورة باهضة من دمه  وأعصابه وماله  ولسان حاله اليوم يقول :

"حسبي الله ونعم الوكيل"؟