رسائل التحذيرات المتكررة

 

 

يوما بعد اخر الجميع بانتظار بارقة أمل تنهي الازمة العراقية بجميع ملفاتها، ولكن لايوجد ما يوحي بتحقيق اية خطوة ايجابية نحو الحل، ويبقى الفشل مصاحبا لكل خطوة، والتساؤل هل الصعوبة في ايجاد الحلول، أم عدم توفر الارادة الحقيقية لحلحلة الازمة؟ خطورة الوضع الداخلي في العراق ينتبه اليه الكثيرون سواء من الداخل العراقي عبر عقلائه او من اصدقاء العراق في الخارج حكومات ومنظمات ومن خلالهم تأتي التحذيرات المستمرة من تفاقم الاوضاع اكثر مما هي عليها الان، وتأثيراتها السلبية مستقبلا ان لم يتم تدارك الامور بعقلانية، الغريب لايوجد من ينصت الى هذه التحذيرات من الكيانات والكتل التي لاتعيش سوى على الخلافات المستمرة والتي معها يتعرض البلد الى الكثير من المآسي، وفي خضم الازمات وافتعالها هناك منهم من يحذر من المخاطر وفي اغلب الاحيان هو احد اسباب الازمة، حسب المنطق في عالم فن الممكنات ومايجري على ارض الواقع لايوجد اي مؤشر في الافق القريب لحلحلة الازمة العراقية، بل انها تتجه للتعقيد يوما بعد آخر، الخلافات تجاوزت الاطار السياسي واصبحت في حالات معينة شخصية بين رؤساء الكتل والكيانات، هذه الخلافات اصبحت تعرقل اي تقدم في أكثر من ملف، وأكثر الملفات تاثرا بالخلافات السياسية هو الملف الامني الذي يقلق الكثيرين سواء العراقيين او الذين خارج العراق الدول والمنظمات. لان الملف الامني وحسب المتابعين للملف العراقي بدأ يتأثر بالاوضاع السائدة في سوريا وتاثيراتها السلبية على الساحة العراقية، ومن ثم الخشية من التدهور الامني بعد هروب الكثير من تنظيم القاعدة عند مهاجمة سجني ابوغريب والتاجي وقيامهم باعمال اجرامية، وما يثير القلق الان في الشارع العراقي ما تناقلتها وسائل اعلام عراقية وغير عراقية عن نية الارهابيين القيام باعمال ارهابية نهاية الشهر الجاري وفق سيناريو خطير جدا، وان كانت مثل هذه الاخبار حرب نفسية اعلامية ولكن لايجب اهمال اية معلومة، مثل هذه الاجواء يفترض ان تكون من الاسباب التي تؤدي الى التقارب بين الكتل والكيانات ولكن مايحصل هو العكس، وهذا الذي يفتح الابواب على مصاريعها امام تساؤلات كثيرة. المسؤولية في الحفاظ على العراق وشعبه تكون مضاعفة على الجميع، ولابد ان يسود خطاب اعلامي هادئ من قبل السياسيين او رجال الدين لتضييق الفجوات والوصول الى تفاهمات من خلال النقاط المشتركة ومن ثم البحث بهدوء في نقاط الخلاف ،وهذا ياتي من خلال الحوار غير المشروط، الحوار بطبيعة الحال بحاجة الى جرأة، ولكن الحضور والجلوس على طاولة الحوار هي الشجاعة السياسية،فمن يمتلك هذه الجرأة والشجاعة؟. ازمة سياسية تعصف بالبلد وتدهور مستمر في الملف الامني ومن خلال ذلك لايمكن الوصول الى مايخدم الشعب العراقي الا عند توفر الارادة الحقيقية والصادقة. الاحداث التي تشهدها الساحة العراقية والتحذيرات المستمرة من خطورة الاوضاع وتفاقم الازمة وانزلاق البلد الى مالايحمد عقباه هي بمثابة رسائل الى السياسيين، وليس المهم استلامها فقط وانما استيعابها والعمل في ضوئها لتحقيق الامن والامان في البلد.