المرجعيةالدينية ... الصوت النقي


الجميع بات يدرك ان الذي لا يستطيع ان يحل مشاكله الخاصة فلن يستطيع ان يحل مشاكل هذا الوطن , والذي يعجز عن تحديث منظوماته فسيكون عاجزا بكل تأكيد عن تحديث منظومات الوطن ومؤسساته, ومن لا يهتم بمسؤولياته لا  يسمع صوت المواطن ونداء مرجعياته  , المرجعية الدينية جسر ممتد  الى جذور التاريخ العراقي   وبوصلة لبناء المستقبل , وأخذت دورها في في تشخيص الخلل والدفاع عن حقوق المواطنين , ولم تكون وجود طاريء , واي شعب يفتقد الجذور ويفتقد البوصلة فهو شعب ضائع تتلاعب به الامواج وتضرب بثناياه الرياح ومصيره التحطم على صخور الزمن ،  تمتلك السلطة المعنوية التي  لا تنقطع في زمن او مرحلة ولا تؤخذ من حكومة او دولة ,  زرعت في العقول وجبلت عليها الأنفس , وبالرغم من هذه القوة والتاثير  وآلت على نفسها ان تتعالى على الرد على الاصوات النكرة  التي تحاول الإنتقاص منها , من موقع الابوة والرعاية للأبناء الضالين وتدعو لهم بالهداية والرشاد حينما نتسأل من أين تنطلق في دفاعها عن حقوق المواطن وألحاحها على ذلك , هل من دورها الديني أم من منطلق أخر ؟ , فقد حصلت على الثقة والأستقطاب والقبول والتأثير في كل الطوائف , وتملك  الدقة والعمق  والقدرة على تشخيص المصالح والمفاسد  وما يضر الشعب والعملية السياسية  وكيفية بناء المستقبل ,  لم تتحرك بدوافع دنيوية لمكاسب خاصة إنما انطلق من دوافع ألهية وأنسانية  وإنها تتكلم بضمير الجماهير النقي الوطني , وفي الفترة الأخيرة إرتفعت وتيرة التحذير للسلطات الحكومية التشريعية منها والتنفيذية , وإختلفت ردود الأفعال السياسية الرافضة لصوتها , لوجود الظواهر المستشرية دون حلول وشكل خطر كبير , إنتشارللفساد وسوء استخدام السلطة وتردي الأمن وحصاد الأرواح والبطالة المتفشيةونقص الخدمات , ووجود الطبقية المتسببة من سوء الأدارة, برواتب فاحشة على حساب الأرامل والأيتام والمتقاعدين , ومحاولات الأستحواذ على السلطة والتفرد  , وتفاوت كبير في رواتب الموظفين بين الوزرات ومع المسؤولين  , فهي تمثل حق طبيعي لما تملك من رصيد وثقة وطاعة ومحبة وإنقياد من المجتمع, وكان لها الدور في دفع الناخبين للمشاركة , ومن طبيعة تمثيلها المواطن وشعبيتها العالية وأمتلاك القدرة على التأثير , ففي كل المفاهيم الدستورية والعقلية المفروض  لكلامها أذان صاغية لكونها تنطلق من جانب وطني وتمثيل شعبي ,  البعض يحاول إبعاد دور المرجعية عن الساحة السياسية والإجتماعية , لكونه لا يؤمن بالدين  مع السياسة , وهذا ما ولد خلط الاوراق وسوء فهم , فلم تطالب بفرض العبادات على الساسة وتحديد هوياتهم الفرعية , أنما عبرت عن طيف واسع من المجتمع  , وقوة في الرأي العام وومثلة تنطق بصوته , وأي قوة تمتلك جماهير ليس بالضرورة ان تشارك في المناصب الحكومية وهذا لا ينفي الوجود والتمثيل ,وبذلك تكون ممثل للقيم والمقدسات وحق المواطنة في التعبير عن رأيها , الفشل الحكومي الكبير والسقطات التي أرتكبها الساسة جعل منه يرفضون كلام العقل والمواطن وتغيبت ضمائرهم , تمكن الفساد من السيطرة على أفكارهم , لا يسمعون صوت مواطن مستغيث من استهتار  بالقيم الانسانية والاخلاقية والواجبات الوطنية , فقدوا الغيرة والشهامة والحمية والحرص وتحمل المسؤولية , والأمم تتطور بالشعوب والشعوب تتطور بالتيارات السياسية , ولكن من الظاهر ان بعض التيارات السياسية تلالأ بريق السلطة في عيونهم وأعماها عن النظر الى حقوق مواطنيها .