لابد من صنم لكي نموت من دونه |
في احدى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لاحد حيتان المنطقة الخضراء قرأت انهم وبفضل من الله قد استطاعوا الوصول لحساب الشخص الذي يستهزأ بالحكومة وينشر ضدها ، وكالعادة تم وصفه بالبعثي والارهابي والمناصر لتنظيم القاعدة ، ويتغنى صاحب الموقع الحكومي بالعملية النوعية التي استطاع بها الحصول على حساب واسم وصورة الارهابي المجرم الذي تطاول على اسياده ( الحكومة ) فيقول: ( لقد تم ذلك بعد انتحال شخصية فتاة والولوج لهذه الصفحة وبعد فترة طويلة استطعنا ان نصبح احد مدراء الصفحة من ثم استطعنا ان نحصل على صورة واسم صاحب الصفحة ) . وبعد السرد الممل الذي اختصرت الكثير منه للعملية النوعية التي قام بها فهو يطلب من اعضاء صفحته الموالية للحكومة ان ينشروا صورته واسمه لكي يعرفه الجميع ، والغريب ايضاً بالموضوع ان تعليقات الاعضاء مرعبة لدرجة انهم يتفننون بطريقة قتله والتمثيل بجثته ويتسابقون في ابتكار ابشع الطرق لتصفيته لانه وببساطة قد انتقد او استنكر او حتى ربما انه قد شتم الحكومة . اليس في ذلك التصرف نشر للفتنة والحقد بين ابناء الشعب وتحريضٌ على الكراهية ، اليس من الافضل توظيف هذه الامكانات والمهارات الاستخباراتية في كشف بؤر الارهاب التي تفتك بالابرياء من الناس دون المساس باسيادكم في المنطقة الخضراء ، ام انها اهداف غير حيوية كما صرح حسن السنيد وان المهم هو تأمين المنطقة الخضراء لانها رمز الدولة والكلام هنا لحنان الفتلاوي . وبالمقابل ارى في الصفحات الموالية للحكومة مايثير اشمئزازي من التملق والتقديس لشخص دولة الرئيس او غيره من رهبان الحكومة ووصفهم بصفات لم تعد تنطبق على من موجود من البشر في عصرنا مثل ( مختار العصر ، فخر العراق ، حامي المذهب ، اسمك هيبة ، و ... ، و ... ، و ... ) . الا تداعب هذه الالقاب الذكريات من الزمن القريب ان قارناها بالقاب كانت تطلق على الطاغية صدام ( عبد الله المؤمن ، اذا قال صدام قال العراق ، حامي البوابة الشرقية ، هيبة انت وصدر ديوان ، وغيرها ) الم تعدونا بانتهاء عصر الدكتاتورية والقائد الاوحد ؟ اليس من المفروض ان هذا العصر هو عصر حرية الرأي والتعبير ، وان الرئيس هو مجرد موظف حكومي مهمته خدمة المواطن وليس صدام اخر نتغنى بشكله او تسريحة شعره او خطواته على الارض ، ام انكم ابرياء مما يحصل وان السبب هو نحن من نصنع منكم الدكتاتور ونجعل منكم ملائكة تمشي على الارض ، حامين للبلاد والعباد ، يخشاكم الاعداء من هيبتكم ، الساهرين على خدمة الوطن بينما ننام قريري الاعين مطمئنين لوجودكم ، لم يولد بعد من هو الاصلح لتولي منصبكم ، و سنحشد الجهود بالانتخابات من اجل اعادة انتخابكم (لان لغيركم ماتحلى الرئاسة) ، و ان من خالفكم فقد خان الوطن لانكم ياسادتي انتم الوطن . اعتقد قد صدق من قال اننا نحن من نصنع الدكتاتور
|