كان يضحك كلما قيل له انه " ساحر" ، حين يستخرج " المحبس" من بين مئات الأيادي الممدودة ، وكان يعلل ذلك دائماً بالخبرة والممارسة والذكاء . كان ن.ع محمد (انضباط عسكري) يقف في سيطرة الدجيلة التي تقع مابين الكوت والحي ، صاحب البشرة السمراء شبيهاً بجاسم الأسود حين يقترب من الجنود والمدنين وهو يصيح " طكَـ " وجيب هويتك . "الكل تنزل من الريم وبس هلعظمين باللعب " ! سيطرة بغداد وسيطرة القادسية في البصرة التي لدى الكثير من العراقيين قصص مريرة معهما حين ترسل الكثير منهم الى الموت احياناً ! حدثني صديق قبل فترة ان احد الجنود صعد الى سيارة الريم وراح يبحلق في الوجوه حتى وصله وقال له جيب "انزل" ، وكان هو الشخص الوحيد الذي انزلوه لأنه بلا اوراق ثبوتية فعلاً ! الخبرة والممارسة والكفاءة في العمل هي من تمكن جاسم الأسود قائد الكاظمية في لعبة المحيبس من استخراجه ببساطة وببراعة ، قراءة الوجوه وتحليل الحركات فن وفراسة لا يستطيع ان يقوم بها شعيط ومعيط . الغرابة ان الكثير من البرقيات الإستخبارية تصل الى قيادة الحركات والعمليات لكنها بلا جاسم ليستخرج منها محبساً يقوده الى الظفر بعلب البقلاوة والزلابية . لم نسمع يوماً ان جاسم الأسود تواطئ مع فريق الفضل او غيره او باع المحيبس من اجل حفنة دولارات ولذلك تراه ناجحاً دائماً ومرفوعاً على الأكتاف ، وحتى عندما يريد أن " يبيت المحبس " عند جماعته فإنه يختار الرجال الأشداء الذين لا يخافون من حمله فتغدو وجوههم كأوراق الخريف المصفرة . الكفاءة والخبرة والممارسة والنزاهة وحدها فقط من تحل مشكلة الأمن المنفلت في العراق وتوقف نزيف الدماء على الأرصفة . وحتى يصيح القائد العام نوري المالكي "بـــات " ويبحث عن جاسم الأسود ليسلمه المحبس فإننا سنموت كل يوم .
|