كحال غيرنا دائما ما نكون متخلفين عن ادراك الخطط الامريكوصهيونية ، فرحنا وبعثت البهجة في نفوسنا حينما ابتدأ ما يسمى الربيع العربي ، بل ومن شدة تخلفنا رقصنا طربا بسقوط الطاغية المقبور ودون الالتفات الى الوسيلة التي اعتمدت في اسقاطه ، سمعنا جمل وعبارات ورؤى تطرح من قبل الامريكان والكيان الصهيوني كالفوضى الخلاقة والشرق الاوسط الكبير او الجديد ولم نتحرك ساكن لمعرفة هذه الرؤى والمخططات ، لم نحرك ساكن لسببين اساسيين في تقديري الاول تخلفنا الحضاري والمعرفي والثاني نشوة الفرحة بزوال النظام االديكتاتوري اي حضور السكرة وغياب الفكرة... ان نجاح الدولة القومية العربية في انتاج شعوب متخلفة وجاهلة ويائسة كما هو مخطط لها بزغ الامل لدى الشعوب في العودة الى الدين ونشدان سبيل التحرر من خلال ولاسيما وجود النموذج الايراني الذي نجح في استرجاع السيادة لدولته ، وكما هو معروف فان الدين يتضمن قراءات متعددة متصارعة ومتضاربة فيما بينها وتاريخ الامة يختزن الكثير الكثير من العقد والمذابح التي يمكن استحضارها اليوم لتفعل فعلها في انهاك الامة وتمزيقها وتدميرها ليتم تسهيل مرور المشروع الامريكوصهيوني ، وكانت المهمة سهلة في نجاح هذا المشروع بعدما توفرت ارضية وتوسع افقي في المجتمعات الاسلامية للمذهب الوهابي التكفيري ، بل ووجود بقايا ومخلفات التنظيمات التكفيرية التي حاربت الاتحاد السوفيتي ساعد اكثر واشد في السير نحو هذا المشروع... ونظرا لتمثل الاسلام السياسي المتمثل بالاخوان ومشتقاته في المجتمع السني وكذلك وجود حزب الدعوة ومشتقاته في المجتمع الشيعي تحركت الماسونية ومشروعها الامريكيصهيوني لاحتواء هذين الحركتين واختراقها ، وهذا الاهتمام الشديد من اصحاب المشروع بهذين الحركتين لم يأتي من فراغ بل من ادراك واضح بان هذين الحركتين اقوى تأثيرا في المجتمع الاسلامي من جهة وفي الفكر الاسلامي من جهة اخرى ، ويكاد الملاحظ ان يتيقن بان قيادة هذه الحركات تتجسد فيها اقذر القيم المنافية للاسلام وابشع الصور المشوهة للاسلام العظيم ، فعلى مستوى قيادة حركات الاسلام السياسي الشيعي في العراق نجد الاثراء على حساب المال العام والسرقات المقننة وغير المقننة والفساد المهول وخيانة الامانة التي تكلفنا الكثير من الدماء وتسليط الاقارب من ابناء واصهار وذوي قربى على مقادير البلاد والعباد لتتجسد صورة الطاغية المقبور صدام في سلوكهم الا ان الفارق ان الطاغية صدام اكثر وطنية منهم على الرغم من اجرامه وظلمه وطغيانه ، وتكاد نفس الصورة نجدها في قيادات الاخوان سواء في مصر ام في العراق المتمثلة بالحزب الاسلامي العراقي... ان اصحاب المشروع الامريكوصهيوني كانوا يعولون على دور الاسلام السياسي الشيعي والسني في تحطيم الامة وتمزيقها وتدميرها ليتشكل الشرق الاوسط الكبير بعدد دويلاته المنتجة من التقسيم الا ان شعب مصر اوقف هذا المشروع بمعركة وليست ثورة او انقلاب ، نعم معركة هي ذاتها معركة عين جالوت التي اوقفت المشروع المغولي ، واليوم ننتظر من مصر وشعبها ان تتعافى لتقود الامة ضد المشروع الامريكو صهيوني ، ولذا ليس مستغربا ان نجد العراق الذي يحكمه الاسلام السياسي لم يصدر منه الى اليوم مؤازرة ودعم للشعب المصري في معركته التاريخية ، ولكن على الرغم من ذلك فان معظم الشعب العراقي يؤيدون ويباركون ويدعمون معركة مصر بل يرقبون فيها تحررهم من الاسلام السياسي كما هو حال الشعوب العربية جميعا... فتحية الى مصر وشعبها وانتصارها العظيم
|