انخمش قلبي يا دولة رئيس دولة الخضراء هذا الصباح وانا اقرأ تصريحات نسبت لكم في بعض الصحف والمواقع تحت عنوان "لن نسكت على قتل شعبنا". لمت نفسي لأني انشغلت بأحداث مصر، الدولة البعيدة عني، ونسيت جاري الذي هو أقرب من حبل الوريد لمدينتي بغداد. هرعت مذعوراً الى قناتكم الفضائية لأتبيّن الخبر اليقين. قرأت المعوذتين ثم دعوت ربي ان لا أسمع بمكروه حدث لدولتكم الوديعة التي لا نسمع من شعبها غير أصوات كلها كمال وحنان. لم أجد أثراً فيها لأي خبر يشير الى ان شعبكم قد مسه مكروه، فحمدت الله الذي لا يحمد على مكروه سواه. عدت الى تصريحك فلعل فيه ما يزيدني اطمئناناً لكني فزعت. فزعت لأني قرأت فيه أنكم تتعرضون الى "حرب عالمية من نوع جديد". وحياتك حتى القنوات الأجنبية، وبأكثر من لغة، قلبتها فلم أسمع بان هناك حرباً عالمية ثالثة. أيقنت أن من نشر الخبر قد تقصَّد الافتراء عليكم بدافع الغيرة والحسد. حسد هؤلاء واضح من تركيزهم "الخبيث" والمتعمد على قولكم ان "الإرهاب يصرّ على تعطيل ثرواتنا النفطية". ركزوا عليه وكأنهم يريدون اتهامكم بان دكّ ومدكوك دولتكم على الثروة النفطية. ولا يهمّك يا دولة الرئيس لأنها، وكما نرى الرفاه الذي يحيط بكم وبقصوركم وأولادكم وبناتكم ونسائكم، حقا تستحق أن تقاتلوا من أجلها العالم كله رغم أنف الحاسدين. ثم ان الذين نشروا الخبر نسبوا اليكم كلاماً به شيء من "الحسچة" وعهدي بكم أنكم لا "تحسّچون". نقلوا عنكم قولكم "اننا لن نسكت عندما يكون لنا القتل والإرهاب وتهديد الأمن والاستقرار لبلدنا وشعبنا، والآخرون ينعمون بالعيش الرغيد". شممت من كلامك أنك تقصدنا. أقسم لك بكل مقدسات السماء والأرض ان حالتنا تبكي الصخر ولا نعرف معنى العيش الرغيد. تعال بنفسك الى دولتنا لترى بعينيك ان فينا من حالتهم اشد فقراً من أهل الصومال. صدقني أننا نحتاجك ان تزور رئيس حكومتنا ووزير دفاعها وداخليتها ورئيس أجهزتها الأمنية كلها وقائد قواتها المسلحة. لا يخيفك عدد المناصب فتتصور اني سأشغلك بزيارة عدد من المسؤولين. فالذين عددتهم لك هم واحد لا شريك له وانه لا يحل ولا يربط. أرجوك اذهب إليه انه طغى وقل له ولو قولاً ليّناً. لا تكلف نفسك شيئا غير ان تأتي بمجموعة صور فوتوغرافية من داخل دولتك وان كانت فيدوية فذلك كرم منك لن ننساه. حدثه فلعله يسمعك وفهِّمه علّه يفهم. لقد بحت أصواتنا من النداء فلا يسمعنا. حاولنا ان نفهمه بكل السبل لكنه يرفض أن يفهمنا. أره صور أطفالكم وقل له: عيب عليك ان الأطفال في دولتنا الجارة لكم يعيشون بنعيم وكأنهم في جنَّة، وأطفالكم يبيعون الكلينكس بالطرقات ويستجدون المارة. أتصدقني لو قلت لك انه، حتى عندما سوّد الإرهابيون وجه بغداد بالدم في أيام العيد الفائت، ضمّ رأسه ولم يكلف نفسه ان يظهر على الناس بكلمة عزاء. فأرجوك اسأله ليش؟
|