بائع الكبة وقتل العراقيين

 

ليس عيباً أو نقصاً من أن يكون بائع (الكبة/ أو الفلافل/ أو الشلاغم) تاجراً أو مقاولاً أو أستاذاً أو عالماً بعد أن يحصل على شهادة جامعية أو يتفوق بمهنته، ولكن يصبح بين ليلةٍ وضحاها تاجراً كبيراً وخبيراً وثرياً فهذا ما لا يعقل، وحقيقةً دهشت من قصة رواها لي أحد الأصدقاء عن صديق له كان بائع كبة في منطقة جميلة وذكر اسمه (عبد الكريم المفرجي) والقصة كما يلي:
 
        كنا في منطقة جميلة والقريبة من مخازن وبائعي الجملة للمواد الغذائية، هناك شاب لديه عربة يبيع فيها الكبة ،وبعد فترة غاب صاحبنا عن المنطقة وانقطعت أخباره في جميلة، وفي إحدى الليالي وأنا أشاهد التلفاز قال أحد مقدمي البرامج وبالنص (نلتقي مع الخبير الإقتصادي السيد عبد الكريم المفرجي)، ودهشت عندما شاهدته وتشابكت بحيث أصبح بائع الكبة صديق خبيراً إقتصادياً، وحاولت وبكل الطرق أن أصل إليه ووصلت، وإذا به يدير أكبر شركة مقاولات، وتحدث معي عن علاقته وعمله، وكيف وصل إلى هذا المنصب، ومن هو الذي دعمه، وما هي علاقاته العاطفية، وقال لن أنه مسافر إلى تركيا لاستيراد بعض الأجهزة لوزارة الدفاع، وقلت له أني كذلك مسافر إلى تركيا، فقال لي لنذهب سوياً وعندما سافرنا إلى هناك التقى مع فتاة جميلة جداً، قلت له من هذه قال لي إنها تعشقني جداً وهي شقيقة مدير في المخابرات التركية... وتسهل أمر الشركات التركية في الدخول في مناقصات وزارة الدفاع العراقية. وكذلك نسمع منها بعض الآراء ومواقف الجانب التركي ومن هم أعداء تركيا في العراق.
     
ووصل الأمر به أن يذكر أنه زودها ببعض الأسماء والكتل التي تقف ضد المصالح التركية في العراق والمنطقة. وسرد لي قصص وأحاديث ما أنزل بها من سلطان، وهو يشرف على مستشفى قريب من وزارة الدفاع وحسب المعلومات أنها مقر للقتل والتعذيب وتفخيخ السيارات، ومقر لملاحقة عناصر جيش المهدي والذي لديهم مواقف من تركيا.
 
     حقيقةً دهشت من ما سمعته وشاهدت هذا الرجل البغيض الذي كنا نتمتع بمذاق كبته، أصبح تاجراً كبيراً وله نفوذ يفوق نفوذ أي مسؤول في الدولة العراقية، عدد أفراد حمايته يتجاوز عدد أفراد حماية الرئيس الأمريكي.
 
      وأنا أكتب هذه القصة شعرت أن هناك مخطط كبير لتجنيد ضعفاء النفوس ومن إنطفأت وطنيته، أصبحوا عملاء لبعض الدول التي أغدقت بمالها لهم، من أجل أن يصبح العراق بلد غير مستقر وحارة لمن هب ودب.