عطايا ومكارم البزاز.. والثمن المقابل ! |
كتبتُ في وقت سابق مقالاً يحمل عنوان ( أمانة أمرأة مسنة لك .. يا بزاز). والحقيقة التي لا تخفى على الجميع ان المقال كُتب في حينها عندما كنتُ متوجهةً في زيارة لأحدى محافظات العراق الحبيب لقضاء عطلة عيد الفطر المبارك، فحملتني أمرأة مسنة سلاماً و( السلام أمانة لصاحبه) مهما كان وأينما كان ألا وهو( سعد البزاز) رئيس مجلس أدارة مجموعة الشرقية الاعلامية لما قدمه من مساعدة للفقراء والمحتاجين في شهر رمضان المبارك ، وليس هذا فحسب وأنما تعدت هذه الخيرات والعطايا لتوزع طيلة أيام السنة. ولكن لم يتخيل البعض ان مد يد العون لأبناء جلدته هو مقابل ثمن أي سياسة ( أنطيك وأنطيني).. أتعلمون ما هو الثمن أيها الشعب الكريم؟! ، ( أصواتكم).. نعم أصواتكم في الانتخابات البرلمانية المقبلة التي لم يتبق سوى أشهر وتهل علينا كنذير شؤم لما تحمله من مصائب وويلات لأبناء العراق ، كما يتوقع البعض !.. فهذه الأصوات الباهضة الثمن ، أصوات الفقراء والمحرومين من ابناء العراق الجريح والمغلوب على أمرهم الذين أصبحوا جسراً يعبر منه ( المرتزقة) في كل دورة برلمانية جديدة ، تذهب لـ( سماسرة ودجالي ومرابي) السياسة برخص الثرى ، فهل يعُقل ان ما قدمه البزاز من خدمات وأموال صرفت ببذخ بين العوائل المتعففة بدون مقابل او ثمن ؟!، وهل من المعقول ان يكون البزاز ( سمساراً) بمعاناة وآهات شعبه الذي عاش عشر سنوات عجاف من الألم والظلم والأقصاء والتهميش والاعتقالات العشوائية والتعذيب بسياط الجلادين داخل سجون( المنطقة الحمراء) وغيرها التي أصبحت ملهىً ليلياً يرقص فيه على جثث المعتقلين الأبرياء ( ذئاب الموت) من جلاوزة الطغاة ؟ . فلنفرض ان ما قدمه البزاز لأجل غاية في نفس يعقوب وهي الوصول الى ( كرسي السلطة) الذي بات مثل كرسي الحلاق يجلس عليه بين الفينة والأخرى شخص من صنع الاحتلال ولكنه بوجه مختلف في كل دورة برلمانية جديدة ألا واحد ( لطش) دورتين متعاقبتين وأحتمال.. ( لا سمح الله) الثالثة. فالشعب لا يريد صدقة معلومة المصدر يا بزاز ، وأنما يريد ان يرى الأمن والأمان الذي صار حلماً يصعب تحقيقه ، ويريد ان يرى العراق يزهو من جديد بمصانعه، التي كانت مصدر رزق لأبنائه، التي أستولى عليها المرتزقة و( الكلاوجية) ولم يُعرف بأي ثمن تم بيعها ومن هو مشتريها وما هو ثمنها والى أية جهة ذهبت هذه الأموال ؟.. ( العلم عند الله). وان البزاز عندما يعتلي كرسي السلطة يكون حاله حال من سبقه في حكم العراق، فأول أيام حكمه للعراق سوف يستحوذ هو وجلاوزته على المناصب السيادية بالدولة والباقي يحمل ملفاته ( المعتقة) التي تخفي ما بين السطور ما هو مجهول للرأي العام عنه باليد اليسرى ويصافحونه باليمنى وتبدأ هنا المساومات التي ليس لها أول من آخر. والمساومة هنا اما ان يسلمهم المناصب الامنية كوزارتي الدفاع او الداخلية أو جهاز الأمن القومي ، حيث باتت المناصب في الأجهزة الأمنية حلم الفاشلين و( العتاكة) و( الحثالات) وعندما يهب البزاز هذه المناصب لهؤلاء سيكون بأمان وبعيداً عن أي ( هرج ومرج) يزعزعه عن منصبه الجديد.
فاذا كانت نيتك صادقة فعلاً يا بزاز في الترشيح للأنتخابات البرلمانية الجديدة فأعلم أنك أثبتت لأبناء شعبك بأنك ( كاذب) واتخذت من قناة الشرقية الفضائية مسلكاً للوصول الى مأربك السياسي!، وأعلم ان كل من ساعدتهم من الفقراء والمساكين لن يكترثوا لشخص يدعى( البزاز) لأنك ستكون مرابٍ ومنافق كسياسيي المنطقة الخضراء، وختاماً ( مشكور وما قصرت) على كشفك عجز وتقصير الحكومة الموقرة تجاه شعبها الذي يعد ثاني أغنى بلد في العالم من حيث احتياطه النفطي، وان هذا التقصير الذي يمارس على الشعب( متعمد) من أجل الأستسلام لأوامر وأرادة الحكومة التي هي وليدة الأحتلال، وهذه نقطة تحتسب لك وتضاف لحسناتك. |