کلهم في الطريق الى النهاية السوداء

 

الاوضاع القلقة و غير المستقرة التي يعاني منها النظام الايراني و حلفائه الآخرين في المنطقة النظام السوري و حزب الله اللبناني و نوري المالکي، تؤکد في خطها و مسارها العام ان الحلفاء الاربعة يکادوا أن يشترکوا في المصير النهائي الذي ينتظر جميعهم.

الازمات و المشاکل المختلفة التي يعاني منها النظام الايراني و التي تتسم جميعها بالخطورة البالغة و ليس هناك في الافاق أية آمال تبشر بإيجاد حلول شافية و حاسمة لها، بل وان الدائرة تضيق و تضيق بالنظام و تزداد وطأة العقوبات و تشتد عاما بعد عام وهو مايترك تأثيراته السلبية العميقة على أرض الواقع و يساهم في خلق المزيد من المشاکل و الازمات للشعب الايراني الذي باتت حياته اليومية لاتطاق و ان إحتمال إنفجار غضبه في أية لحظة على خلفية هذه الاوضاع أمر وارد في أية لحظة، ناهيك عن أن هناك معارضة قوية جدا للنظام تبرز من بينها المقاومة الايرانية التي تبذل مختلف المحاولات من أجل التعجيل بإسقاط هذا النظام اليوم قبل الغد.

أوضاع النظام السوري هي الاخرى غنية عن التعريف و البيان، لأن هذا النظام يعيش اساسا في الوقت بدل الضائع خصوصا ولاسيما بعد أن تقطعت به الحيل و السبل و لم يعد بإمکانه مواجهة الاوضاع الصعبة من دون مساعدة استثنائية من جانب النظام الايراني و بقية حلفائه الاخرين مضافا إليهم الحوثيين في اليمن، وان مصير هذا النظام قد بات مرتبطا بمصير النظام الايراني الحرج في واقع أمره بل وان هناك آراء و وجهات نظر لاتستبعد ثمة سيناريو يضحي من خلاله النظام الايراني في لحظة و مرحلة حرجة ما بالنظام السوري من أجل حماية نفسه، وفي کل الاحوال فإن الايام القادمة لهذا النظام لاتبشر بالخير أبدا و کلها ترسم في خطها العام مسارا محددا يتجه به نحو النهاية المحتومة.

التطورات الاخيرة التي طرأت على حزب الله اللبناني و قيامه بإرسال قوات له و بصورة غير إعتيادية لسوريا و کذلك تلك التصريحات النارية التي أطلقها حسن نصرالله والتي أکد فيها إستعداده للذهاب الى سوريا و القتال هناك، تعکس في واقع أمرها أوضاعا غير عادية يمر بها الحزب من جراء تخوفه و قلقه من الاحتمالات الواردة بخصوص سقوط النظام السوري و التي ستکون لها تأثيرات بالغة السلبية ليس على مستقبل الحزب فقط وانما على مصيره، وان إدراج الجناح العسکري لهذا الحزب على قائمة الارهاب من قبل دول الاتحاد الاوربي و کذلك إزدياد اللغط في المنطقة على الدور السلبي الذي يقوم به هذا الحزب من حيث التأثير على السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، جعلته تحت دائرة الضوء الساطعة و بات

رهين السيناريوهات المختلفة التي صارت تتضمن بصورة او بأخرى وضع حد لهذا الحزب، وهو اول طريق النهاية الحتميةله.

إنفجار الاوضاع الامنية في العراق و ذلك الانزواء السياسي الغريب الذي صار نوري المالکي يحظى به على الرغم من کل المحاولات التي بذلت من أجل إخراجه من المطب السياسي الذي اوقعه فيه النظام الايراني بنفسه، تشير کلها الى أن المالکي لم يعد بوسعه البقاء طويلا وان أمر رحيله صاغرا من منصب رئاسة الوزراء بات الى حد ما يتجه نحو الحسم، لکن الامر الذي يجب أن نقف عنده هنا هو أن معظم المشاکل والازمات التي يعاني نوري المالکي انما بسبب من تبعيته المفرطة للنظام الايراني و مافرض ذلك من إستحقاقات کثيرة عليه.