كان سيد عويد متزوجا ً من ثلاثة نساء ، الكبيرة وهي من عمومته ، والوسطى التي جاءته كهبة من شيخ القرية والصغيرة التي احبها كثيراً وتعلق بها فتزوجها . وكان لكل منهن يومها الخاص ، لكن السيد كان متعلقاً جداً بالصغيرة . كان يملك ارضاً زراعية كبيرة وقطعان من الماشية ، وقد بنى لكل منهن بيتاً طينياً متسلسلاً ، في أوله الكبيرة وفي نهايته الصغيرة . وفي اليوم المحدد له لسقاية الأرض " الرشن"خرج في الصباح الباكر مع ولد له يبلغ من العمر ثلاث عشرة عاماً وكانت السماء ملبدة بالغيوم ولتمطر بعده بغزارة ، ولم يستطع السيد ان يسيطر على الماء الذي زادت مناسيبه بشكل كبير فأغرق ارضه والأراضي المجاورة مما جعله يطلب النجدة من سكان القرية لمساعدته ، وبعد الغروب تمكنوا من ان يسيطروا على النهر ويسدوه ، فعاد السيد الى البيت حافياً محملاً بالماء والطين وهو لا يميز بين "صايته" وبين يشماغه . كان ذلك اليوم من حصة الصغيرة وهو يبتدأ عادة من المغرب وحتى فجر اليوم الثاني فيما النهار يكون مشتركاً يقضيه السيد في ربعته المبنية من القصب والمقابلة لبيوته المتسلسلة . كان بيت الكبيرة اول ما قابله فدخل عليها وحالته يرثى لها وهي تتظلم له " عمت عيني وسود الله وجهي " ، وقامت بخلع ملابسه وغسل جسمه وتهيئة العشاء ونار المنقلة لتدفئته ثم جاءت له بالقهوة وبعد ان صلى قالت له " الله وياك سيد روح لمرتك" واوصلته الى الباب لأنه لا يستطيع ان يمشي بسبب الأطيان والوحل الموجود . وصل لزوجته الصغيرة ودق بابها ولمارأته سدت الباب في وجهه وقالت له " روح كمل ليلتك يم العزيزة " ، حاول ان يفهمها ما جرى لكنها كانت ساخطة ورافضة لكل التبريرات وهو يحاول ان يقنعها ، كانت تعاتبه وتقول له انها قد استعدت وسخنت الماء وعملت العشاء والقهوة وجهزت الملابس الجديدة ، ثم طلبت منه ان اراد ان يدخل فما عليه الا برمي نفسه في الوحل وكما كان عندما عاد من الأرض وبغير ذلك فإنها لن تفتح له باب الدار !! وما كان من سيد عودة الا وهو يتقلب في الطين ذهاباً واياباً زاحفاً على بطنه ، ففتحت له الباب وادخلته وخلعت ملابسه وغسلت جسمه واحضرت العشاء والنار والقهوة وكلما اراد ان يقول لها انه قد تعشى نهرته بقوة ، ثم طلبت منه ان يصلي فأخبرها ان قد صلى لكنها كانت ترفض بشدة وبعد جر وعر قام سيدنا ليصلي وتوجه نحو القبلة لينوي نيته قائلاً " اصلي هذه صلاة المغرب غصباً عليه وعلى والديه " وانفجرت زوجته ضاحكة ! كان سيد عوده منهكاً وتعباناً جداً ولم يكن قد عرف الفياغرا في وقتها فكان الدبس رفيق لياليه الحمراء ! لم تكن نساءه تقبل بأي عذر يقوله سيد عودة فالشراكة والمحاصصة الزوجية توجب عليه ان يكون منتجاً دائماً حتى ولو قاده ذلك للخطر وللفناء !
|