مرات يشعر اللص أنه نبي.....!

 

بعضنا قرأ قصص أرسين لوبين .اللص الظريف. وبعضنا قرأ روبن هود الذي يأخذ من الأغنياء ويعطي الى الفقراء كما يفعل مالك بن الريب . وفي قصة هندية كتبها أحد أبن طائفة السيخ. قوله في نهاية قصة له عنوانها الجوع .أنه يشعر بأن اللص سيكون نبيا عندما يهدي الرغيف الذي سرقه الى بطن جائعة .
اليوم في أمم الشرق وبلدانها اللصوص كثروا وأنشطروا مثل الخلايا السرطانية في جسد اقتصاديات بلدانهم بفضل أكتشافات الثروات المعدنية وبفضل تطور رأس المال الآحادي النزعة وبسبب أنحسار المد الاشتراكي الحالم بسعادة الفقراء وظهور طغاة برداء الدين وجامعي سبائك الذهب والمجوهرات والشعور الزائف أن الله قدره ليكون ثريا وحاكما .وهو حتما لايتمالكه أي شعور بأنه هو والقليين من عائلته وحاشيته لايحق لهم ان يصيروا في يوم وليلة ملاك أراض وأطيان وأرصدة ومولات وبواخر وفنادق يختاروناها دوما في المناطق السياحية والدينية .
الغريب في منطق اخلاق جمع هذه الثرورة أنهم يظهرون في شاشات التلفاز وهم يدافعون عن الذي وثروه بسرعة البرق وحصلوا عليه واغلب هؤلاء من كان قبل المنصب حافيا ومهجرا وتائها في ساحات الغربة .لهذا يمتلكهم هاجس تعويض مافات ويشعرون ان المال بهذه الوفرة ليس إلا مكرمة السماء ومنحة الله لهم بعد كل هذا العناء في المنفى والمهجر والمعارضة.
هؤلاء تبقى وجوههم فاقدة للنعمة والرحمة .وبالرغم أنهم لصوص فهم يشعرون مع مريديهم انهم الاقرب لله ونبيه .ولكنهم عندما يكونون آمام المرايا يشعرون أنهم الأبعد عن الله وانبياءه .
سيبقون مجرد لصوص .ولكن في رؤى الحق والانسانية يكون اللص المذكور في القصة الهندية القرب الى النبي من هؤلاء الذين يتاجرون بمشاعر حلم البطون الجائعة على امل أن تصل مفرادات البطاقة التمونية الى مئة مادة غذائية ...