منذ أربع أسابيع ووسائل الاعلام العراقي تتناول بالسخرية احياناً وبالتهكم في احيان اخرى تصريحات للدكتور حسين الشهرستاني نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة . والتصريح الذي ادلى به الشهرستاني فاجأ العراقيين ، بل واذهلهم ، حين قال : ان انتاج العراق من الكهرباء سيكفي الحاجة اليه ويزيد ، وحين سأله المحاور الاعلامي في قناة ( العراقية ) ليتأكد من ان الرجل قال ما قال مجازاً او حقيقة ، اجابة الشهرستاني : انني اقول الحقيقة فالانتاج من الطاقة الكهربائية قبل نهاية عام 2013 يكفي ويزيد وسنصدر الزيادة الى الدول التي هي بحاجة اليه وسنتلقى مبالغ كبيرة مقابل ذلك ! واضاف متسائلاً : ماذا سنفعل غير بيع ما يفيض عن الحاجة لدول الجوار ، وانت تعلم – مخاطباً المحاور الاعلامي – ان الكهرباء سلعة لا يمكن تخزينها ! والذهول الذي اصاب الكثير من العراقيين سببه ان الكثير منهم كان الى ما قبل ساعة من بث المقابلة التلفزيونية مع الشهرستاني يرى في شخصه الوحيد الذي ملأ منصبه بخلاف الكثير من المسؤولين الذين لا يعرف معظمهم شيئاً عن اختصاصه ! قلنا ،منذ اسابيع وكثير من العراقيين ، ومنهم الاعلامين ، ما زال يتندر بالتصريح الشهير ، خصوصاً ان شهر رمضان الذي وعد الشهرستاني مواطنيه بأنه سيكون افضل من حيث التجهيز بالكهرباء كان أسوأ شهور السنة الحالية حيث عانى العراقيون الصائمون من انقطاع الكهرباء ! وما زاد السخرية من الحديث الشهرستاني المفرط في التفاؤل ما جاء على لسان المالكي الذي قال في تصريح صحفي انه قد ضلل من قبل مساعديه الذين اعطوه ارقاماً وهمية عن مستقبل الانتاج من الطاقة الكهربائية ، وقد ورطوه حيث وعد هو الاخر بأن يتم تجهيز المواطنين بالكهرباء هذا العام بما لايقل عن 24 ساعة في 24 ساعة ! حاول الشهرستاني بعد انكشاف سوء تقديره عن التراجع عن تصريحه السابق . وقال انه قد وضع شرطاً للوصول بالانتاج الى اعلى مستوى له واتهم ( المغرضين ) انهم تناسوا شرطة وهو ان تعمل المحطات المستوردة بكامل طاقتها ! وقد دحض تصريحه الاخير حين اعادت بعض الفضائيات تصريحه الاول الذي لم يرد فيه اي اشتراط لبلوغ الانتاج من الطاقة الكهربائية الى ذروته . قبل ايام ادلى الشهرستاني بتصريح اخر اكثر اثارة للاستغراب حين قال في محاضرة له مع متخصصين بالطاقة بمؤتمر عقد في مدينة بومباي الهندية . قال الشهرستاني ما نصه : (( العراق سيكون المجهز الاول للنفط في العالم خلال العقدين المقبلين )) مع ان الخبراء العرقيين يقولون ان الانتاج من النفط العراقي لن يتجاوز السنة ملايين برميل يوميا ، ويضيفون ان الصعوبة تكمن في ايصال هذه الكمية الى الموانيئ لان امكانية العراق في نقل النفط تعيق اية زيادة في الانتاج .. ويضيف الخبراء بأن السعودية تصدر الان عشرة ملايين برميل و امكانياتها الهائلة تتيح لها الصعود بالرقم الى خمسة عشر مليون برميل بمدى زمني لا يزيد على ثلاث سنوات . وقد ابلغني احد الخبراء بأن الدكتور الشهرستاني قد عودنا على اطلاق الوعود التي لم يتحقق واحداً منها !
|