سلاما ياعراق: يا معوّد .. هاي وين رحت؟


جاري العزيز:
عندما خاطبتك أمس كنت مدفوعاً بحق الجار على جاره. صدقني لم أبتغ منك جزاءً ولا شكورا. فمحبة الجار والقلق عليه ان مسه مكروه ونجدته عند الشدة، شيمٌ ورثناها ليس من أهلنا فقط، بل حتى من أغانينا. أقسم لك بأننا نحن جيرانك كان في دولتنا مطرب اسمه رضا علي فتّح قلوبنا منذ الصغر على حب الجار:
جيرانكم يهل الدار .. والجار حقه على الجار
واكع دخيل ابابكم .. هلّة الهلّه ابجاركم
رجوتك امس وتوسلت بك فلم تجب رجائي. وقبلها اعتذرت بنيّة صافية ولم أطلب منك سوى ان تخبرني ان كنت قبلت اعتذاري ام لا، فلم يردني منك شيء. هل ان شعبكم ليس فيه من يجيب جاره إذا دعاه حتى لو احترق بيته وقتلت عياله؟
ولأن أمهاتنا لم تربنا على الحقد وسوء الظن حتى وصفتنا الناس بأننا "بلا قلب"، لم أحمل عدم ردك على محمل السوء. قلت لنفسي اصبري فلربما جارنا مشغول او مستمتع بحياته الفارهة تحت ظل دولته المحروسة وان من يده في النار ليس كمن يده في الماء.
كنت صابراً، مثل كل الذين في بلدي رغم الضيم والظلايم،وأغني مع نفسي "شبيدي على ابن الجار غير امروته". لكن صبري انفجر حين وجدتك تعاندني بدلاً من ان تجبيني. ليش هيج ليش؟ يعني عندما قلت لك اني لمت نفسي على انشغالي بأحداث مصر ولم انتبه ان هناك حرباً عالمية تشن على دولتك، كأني فطنّتك مو؟ رحت انت هالمرّة تهتم بمصر وعفتنا إحنا جيرانك.
شلون انطاك قلبك تعوفنا إحنا جيرانك المنكوبين بالتفجيرات والمذابح الإرهابية اليومية وتركض للسيسي؟ يعني انت ما قلت عيب من جيرانا من كتبتله: " نراقب بقلق بالغ التطورات الأمنية الجارية في جمهورية مصر العربية الشقيقة والتي راح ضحيتها العديد من القتلى والجرحى في مؤامرة تستهدف النيل من إرادة الشعب المصري العزيز". زين ما قلت الروحك انه عاصمتنا بغداد الواقعة مباشرة على الشريط الحدودي لدولتك راحت وتروح بيها ضحايا كل يوم بما لا يمكن مقارنتها بعدد ضحايا مصر؟ ومو بس هاي لا والنوب تكتب الهم، وهم لديهم جيش ووزير دفاع نحلم أن يكون عندنا منه ربع سيسي: "اننا نقف بقوة إلى جانب الحكومة المصرية في فرض سيادة القانون وبسط الأمن والسلم الأهلي في ربوع مصر". يا حظي مو احنا بصفك وتدري بينا عطشانين لسيادة القانون وبسط الأمن كعطش الإمام الحسين للماء أو أكثر. بالله مو هيه هاي "النادرة للناس خبكه لجيرانها"؟
يا عمي والله إن السيسي ما محتاجك لأن عنده جيش وشعب ممكن يسوي مصر "قد الدنيا" مو بس "أم الدنيا" كما قال أمس. زين، شكلت الروحك والسيسي البارحة شكر السعودية والإمارات والأردن والكويت والبحرين وما جاب اسم دولتك لا من قريب ولا من بعيد .. يعني هيج أحسن لك؟
لو بس اعرف شغيرك علينا؟ الله لا يوفق الداير مدايرك لان همه السبب. دهاك هذه الصورة التي تضمك مع اثنين من احبابك. شوفها انت أول ثم روايها الهم، فلعلها تذكّرك وإيّاهم بالماضي "التليد":