هل يعي شعبنا ومثقفينا خطورة ما يمر به العراق وشعبه؟

 

 

أكتب مقالتي هذه وهي بعد معرفة الجميع مايمر به عراقنا الحبيب وشعبه من محنة عسيرة حيث تتجه سفينة إلى العراق إلى مصير وتتقاذفها الأمواج العاتية من كل حدب وصوب ويبدو أن مسير هذه السفينة هو ليس إلى بر الأمان بل إلى مصير مظلم وحالك السواد ومع الأسف الشديد وفي ظل الفوضى والتمزق الذي يعيشها بلدنا .

ولهذا وفي بداية أود توضيح مسألة مهمة أني(وأعوذ بالله من هذه الكلمة) ليس معني بأي من التيارات والأحزاب لأنني متمسك بحبل الله المتين والذي من تمسك به فلن يضل أبداً كما ومن خلال استقرائي لواقع العراق والأحزاب التي فيه وباعتقادي المتواضع أنها فشلت في قيادة البلد ولملة هذه التركة والركام الهائل من الفوضى الكارثية التي خلفها نظام الصنم هدام بل هي جاءت لتزيد الوضع سوءً ومحنة على شعبنا ولينطبق المثل العامي الذي يقول (جمل الغركان غطة).

ومن هنا كانت أراء لبعض الأخوة والمثقفين الأعزاء والذين احترم كل أرائهم بان شعبنا ساكن ولا يحرك ساكناً ولا يتجه إلى الانتخابات ويتبنى شعار (أني شعليه) ولو أردنا بحث هذه المسألة فمن المفوض عدم ألقاء المسئولية على الشعب وعدم بحث الأسباب التي أدت إلى رفع هذا الشعار والتي سوف نورد المهم منها لأن حجم الفوضى هو هائل ولا يمكن أن تستوعبه مقالة أو عدة مقالات والتي نرجو من الله أن نحدد المهم منها.
ولهذا أرجو أن تكون مفهومة من قبل الجميع وبعيداً عن الحساسية الحزبية إن أغلب الموجودين على الساحة السياسية هم نتاج الأحزاب والكتل وهم نفس الوجوه المكررة وهم شخصيات لا ترقى إلى قادة العراق وشعبه في ظل هذا الكم الهائل من الوضع الكارثي والذي يحتاج إلى قادة أبطال أفذاذ وذوي قدرة قيادية في صنع القرار العراقي الخالي من إي تأثيرات داخلية وخارجية والذين يضعون حب ومصلحة العراق من شماله إلى جنوبه وذوي خبرة مهنية عالية وأن يكون ولائهم للعراق فقط لا غير وليس للحزب أو العرق أو الطائفة وهذا هو غير موجود الآن في ظل وجود ساسة نفعيين ويغلبون مصلحتهم الشخصية على مصلحة الوطن كما لا يسمحوا ببروز قيادات جديدة وحتى شابة نزيهة ومهنية لأن ذلك يعني خروجهم من هذا الوضع النفعي وضياع مكتسباتهم.

ومن هنا شعر المواطن والشعب بخيبة أمل كبيرة في من انتخبهم وبالتالي أدى به إلى الركون وإلى السكون وتطبيق مقولة (اني شعلية) وبالتالي إتباع سياسة اللامبالاة وهي سياسة خطأ وخطيرة تؤدي بسير البلد إلى طرق خطيرة والى مهاوي لا تحمد عقباه وهذا ما نلاحظه الآن في ما يحصل عراقنا من وضع كارثي لا يبشر بخير وقد كررنا ومنذ زمن إن سفينة العراق تسير إلى طريق مجهول وخطر وطالبنا في كتابات عدة سابقة العمل على منع مسير سفينة وطننا بهذا المنزلق الخطير ولكن لا حياة لمن تنادي وهذا ما طالب الكثير من المثقفين العراقيين الغيورين الذين تهمهم مصلحة العراق وشعبه.

كما ان دور القواعد الجماهيرية للأحزاب كافة وبغض النظر عن المسميات هو الانقياد المستسلم لقادتهم وعدم التوجيه والإشارة بخطورة مسيرة سفينة العراق وعدم المطالبة بضرورة تغيير السياسة العامة لكل حزب أو تيار (مع العلم توجد كوادر في هذه القيادات كفؤة ونزيهة وتحس بألم العراق وحتى منهم الشابة)بل ما زاد الطين بلة وهو ما يجري ولحد الآن هو دخول هذه القواعد في صراع لايرحم ولكل حزب وحسب انتمائه مع الحزب الآخر أتباعاً لما يمارسه ساستنا من صراع أجوف وغير مجدي أقل ما يقال عنه انه صراع سخيف خاضع لمصالح شخصية وفئوية حزبية ضيقة وحتى طائفية وليدخل هذا الصراع الفاقد لكل مشروعية حتى على مستوى المرجعيات والذي يثير الاستغراب والأسى لما وصل إليه حال العراق والعراقيين والذي باعتقادي المتواضع يقوده أناس هم يدعون الثقافة والعلم وحب العراق والمذهب والدين بل هم أبعد ما يكونون عن ذلك وهم أطلق عليهم طفيليين وأدعياء للثقافة وإضافة لذلك هم يقومون بهذه التصرفات نتيجة مصالح ورغبات نفعية ضيقة وخاصة تريد تحقيقها مضاف إليه تنفيذ أجندات خارجية وداخلية تريد تدمير العراق وشعبه وعدم نجاح تجربته الديمقراطية وتجربة الحكم الشيعي وهو ينطلق من أحقاد طائفية وشعوبية والتي تندرج كلها أحقاد في سبيل منع العراق من النهوض والقيام بدوره الحضاري سواء على مستوى الوطن العربي أو الإسلامي أو العالمي الإنساني ومساهمته في بناء لبنات الحضارة الإنسانية.

وأني أسوق هذه الآراء لكي نؤشر الحالة المآساوية التي يمر بها بلدنا وشعبنا والتي علينا كمثقفين أن نحدده ونضع النقاط على الحروف وأن نعمل سوية من اجل منع كل هذه الانحرافات والتي جاءت مع عجلة وحركة الأمريكان والذي وكما يبدو يريدون إن يبقى وضع العراق وشعبه على هذا الحال المرير بل وأسوأ والذي يساهم معه الأجندات الصهيونية وأجندات دول الجوار والكثير من الدول العربية والذي يبدو إن العراق أصبح ساحة لتصفية الحسابات بين كل دول العالم والذي ومع الأسف الشديد نحن نقوم بتنفيذ هذه الأجندات بكل غباء وحرفية وبالتالي نصبح بيادق شطرنجية يحركونها متى يشاءون ويريدون ووفقاً لمصالحهم ومخططاتهم الإجرامية.