كثيرا ما نشاهد في الطرقات والأسواق بعض الأطفال والنساء يبتكرون طريقه جديدة للتسول وهي انه يحمل في يديه علبه صغيرة فيها بعض الحلويات يبيع فيها بضاعته للسيارات الفارهة عند إشارات المرور وفي الازدحامات المرورية وهذه حالة موجودة في كل مدننا ....وكثيرا ما نعطي السائل مبلغ من المال ولا نأخذ بضاعته لأننا نعرف انه مجرد محتاج وليس مهنة البيع والشراء مهنته .... ولكن اليوم رأيت موقف هزني بل أحزنني وأبكاني طفل لم يتجاوز السابعة من عمره وفي منتصف النهار ...وأي نهار .نهار البصرة الحار وفي هذه الأيام التي يطلقون عليها أهل البصرة أيام الشرجي ... طفل صغير لا يعرف في هذه الدنيا إي شيء عن الدنيا ...دخل إلى محل كبير لبيع الهواتف النقالة وهو يحمل علبة من الحلويات وهو يقول(( عمو اشتري مني الدنيا حارة أريد اخلص وأروح للبيت...)) فعلا أعطيته إلف دينار وإعطاني مجموعة من الحلويات ولكنني رفضتها وقلت له احتفظ بها لنفسك... صمت برهة ولم يرد ولكن دموع عينيه انهمرت كالشلال وهو يقول لي (عمو صحيح اني فقير بس مو مجدي )) خذ فلوسك ولا أبيع لك.. الله الله الله ...من هذا الموقف الذي لن أنساه .. والله قد حرقتني دموعه نزلت له قبلته وانأ أقول له انك تعمل ولست تستجدي إنا أريد إن اشتري كل بضاعتك .. قال لي لا .لأنك لست تحتاجها.... الله الله الله كم كبير هذا الطفل كم عظيمة هي عزة نفسه.... كم تمنيت إن نجد عند سياسينا الأفاضل كرامة وكبرياء وعزة نفس مثلما عند هذا الطفل .. الله الله الله يا حكومتنا بأطفال العراق لان الفقر لا يرحم
|