طغيان العنف المهيمن على الشخصية العراقية يعلن عن نفسه في مجمل السلوكيات اليومية ولا سيما على الصعيد السيكولوجي بل حتى في نبرات الصوت المتوترة بالغضب و العصبية و التشنج و المحملة بالتهديد و الوعيد كنوع من خطاب يومي متبادل اجتماعيا بين أفراد يبدون و كأنهم يعانون من أعراض تأخذ أبعادا مختلفة بين صياح وصراخ حينا ، و تتجسد بالضرب عنفا وخشونة و غلاظة حينا أخر ، ليبدو الأمر برمته سلوكا يوميا طاغيا بشدة ، و كأنه جزء من الجينات المتوارثة أو العادة المزمنة المرافقة للحالة النفسية المتوترة مصدرا أو منبعا كمعين لا ينضب !. وقد خطرت ببالي هذه الأفكار أثناء مشاهدتي لبعض المسلسلات العراقية حيث تلعلع الأصوات الغاضبةو ا و النبرة المتشنجةبالحالات العصبية على طول الخط ، ممزوجة بحركات الجسد العنيفة و المعبرة عن القسوة المعهودة التي تمتاز بها الشخصية العراقية من خلال تعامله مع الآخر الذي لا ينجو من هذا التعامل حتى ولو كان قريبا أو عزيزا حميما . ومن المعروف في علم النفس أن حدة النبرة العالية في صوت المرء وكذلك حركات جسده المتطاوحة و المتصفة بالقوة و العنف قد تعبر عن موقف أو سلوك عدائيين أو قد تخلق شعورا بذلك ، كنوع من إرهاب نفسي ضد الآخر بغية فرض الرأي أو الإرادة أو السلوك التعسفي ضد الأخر و إجباره على قبول المسألة على أنها أمر واقع مسلم به مسبقا .. إنها قصة عنف طويلة و ذات أبعاد تاريخية ، على سياسية عبرت عن نفسها بأشكال مختلفة و من ضمنها العنف المسلح و الدموي و التي تكاد ان تخنزل حقيقة الشخصية العراقية و ميلها العجيب نحو العنف و الدموية .. علما نحن هنا لا نعمم و لانقصد الجميع كإسقاط عام و شامل .. بقدر ما نتحدث و نشير إلى حالات أخذة بالتزايد و التوسع و مؤشرات " البورصة" الشهرية لضحايا الإرهاب من العراقيين الغلابة والمتصاعدة باضطراد و نمو مذهل !! ،لهي أحد الدلائل على قولنا هذا
|