بغداد عروس العرب وماضي تاريخ العلم والثقافة والحضارة والأديان , بغداد ارض لتاريخ طويل من الصراعات الفكرية , تجاوز عمرك 1250 عام , بغداد عاصمة لمهد الحضارات وبلاد وادي الرافدين او مابين نهريك أرخ للحضارات , اشرقت الشمس في بلادك في اور وهبط او الأنبياء وابو الأنبياء العرب ابراهيم الخليل , فيك حضارة اور والحضارة السومرية , خط بيد ابنائك اول حرف وأول قانون وأول سباق رياضي وأول حكم سياسي فدرالي , بل ان أول رسالة سماوية كانت في العراق وتوالت بعدها الأنبياء والأوصياء والصالحين والمفكرين , ونبع من بغداد مدارس الفقه الأسلامي وتتلمذ الكثير على يد الصادق بالقول والفعل , وفي بصرتك الفيحاء علّم الشعر القديم والمعاصر والعلوم والرياضيات والطب ومدارس الفقه ,وبابل وجنائنها المعلقة , والحدباء والوركاء والملوية , وألاف المواقع الأثرية , التي تؤرخ تاريخ طويل , وتدل على إنه اول شعب وضع خطوط الأنسانية وسار على نهجها . بغداد بكارتك الحضارة والعلوم والثقافات والتاريخ , بغداد يراد لك ان ترتمي في حضيرة السفاحين لأغتصابك , ولأجل شرفك قدمت إنهار من دماء أبنائك , ولبدت اجوائك بدخان حرائق الأجساد , يراد اسقاطك على بوابة العروبة العاهرة , لتحتمين بأحضان المنحطين و الفاجرات من ينفقن على من يشبع غرائزها, ومن إستمد الرذيلة من منابر الغواية وأحل النكاح في ساحات الجهاد ضد الانسانية , وقدم الأعراض بخيانة للعفة والشرف والأهل والدين , عرب يعتقدون ان الشرف بالمحافظة على فروجتهم المقنعة في شوارعهم وخليعة في بلدان الفسوق والخمور والقمار التي يسمونها , ورجال تعقلوا بالتخلف ونتانة الأجساد وصدأ الأفكار , حتى استنزفتهم (المدلكات ) لأجسادهم بأجسادها , اصابهم جرب الأثام والتعطش للجنس والغرائز , يتخزلون الحياة بالفراش , وصيحات البواكر , والتمثيل بأجساد العزل , ومدن البغايا والتكايا والبخور والشعوذة . عشرات الشهداء تتساقط في أرضك يا بغداد يومياً نتيجة التأمر الخبيث والعمل الإستخباري والأستعداد للعمل مع الشيطان لإباحة دماء الأطفال , بأيادي من باع أخرته بدنيا غيره , ومع من خان وطنه وإنسانيته , سواء بالفكر او التواطيء او عبد الدينار والدرهم والليالي الحمراء , او عمل مع مافيات الفساد وعصابات تحن الى الزيتوني واللثام ويعيش خارج شخصيته, بعنتريات وصولات فارغة , العراق ليس المالكي و الحكيم و الصدر او النجيفي والمطلك البارزاني والهاشمي , مالم يخلص لوطنه ويحرص على وحدة شعبه ويخدم مواطنه , ولم يكن الإرهاب ممثل لطائفة والتاريخ لا يختزل بشخص كي تستباح الدماء بذريعة وجوده . أوهام العرب لا تزال مريضة تدافع عن الجلاد وتترك الضحية , وتحتمي بالمجرم وتصفق للذباح , تستقتل لبراءة من اعترف بالجرم المشهود , ولا يزال العرب ينظرون الى مقعدك في جامعة الدول العربية , جامعة التأمر والخديعة والدهاء , إنه مقعد صفوي فارسي او سني مرتد , وتجاهلوا اصوات الشرفاء وعمق التواصل والتزاوج والمشاركة في الأعراف والمناسبات , وكل شعوب العرب وحكامها لا يقبلون ان تحكمهم اللحى والثياب القصيرة , بعد ان تثبت مأساوية من هم أقل تطرف في مصر , بالحتم سيكونون داعمين للتطرف ودعوتهم للأقتتال كي يتفرجوا على مشاهد الدماء , وأستعباد الجواري ونكاح القواصر والايتام , العرب يكرهوك يا بغداد لأنك الحضارة والتعايش والإنسانية والعلوم ومختلف الثقافات المنسجمة , وينظرون الى كرسيك بنزوات طائفية وهلوسة حمى الأمراض المستعصية , وانكروا التاريخ والجغرافية ومصالح الشعوب المشتركة .
|