أصبح العراق مسرح لعرض مسلسلات تراجيدية وبعضها كوميدية، يقدم أدوارها نخبة من قادة العراق الغيارى!!! ونرى ان علامات التعجب تتزاحم امام عبارة الغيارى، فكلاً يمثل علينا دور البطل الغيور الذي يجوب الصحاري، ويغوص في أعماق البحار،وينام تحت فيء غابات الأشجار ليصل الى فتاة أحلامه الجميلة يداعب مشاعرها ببطولاته، وقد ورد في طيات كلماتي كلمة احلام و فتاة جميلة، والفتاة الجميلة في الحلم تعني الدنيا التي طلقها علي عليه السلام ثلاث دون رجعة. في مسلسلنا الجديد يخرج علينا البطل ألقومي والقائد الضرورة من مساء كل أربعاء، في فكرة مستنسخة من شدة قدمها نجد أن تراب الأرث قد أنهال عليها، ولعل رئيس المجلس الاعلى عمار الحكيم هو بطل مسلسل الملتقى ألثقافي أختار مساء الاربعاء من كل اسبوع كموعد لملتقى اطلق عليه الملتقى الثقافي... يعرض من خلاله نهج علي عليه السلام في حكم ألدولة وتطلق من خلاله بعض المبادرات التي يراها رئيس المجلس الاعلى انها مشاريع خدمة للوطن والمواطن، ولا احب ان اطيل في وصف الملتقى الثقافي فتوضيح الواضحات من أشد ألمعضلات، فربما اغلبكم من الدءوبين على حضوره والاستماع لحديث الحكيم خلاله . أما رئيس الوزراء العراقي استنسخ تلك الفكرة ليعرض مسلسله الجديد ونعود لأسطوانات قديمة، لا تنطلي على احد فأغلبها باتت مطروقة، وعندما تنساب الى مسامعنا نجد ان المواطن العراقي اخذ بالصراخ بصوت واحد (دكمهن خل يولن)!!. لكن هي دعوة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان يستنسخ فكرة ثانية، وسنكون له من الشاكرين... واعرض على جنابكم مشكلة طفل عراقي، من ارض انعم الله عليها بكثرة الخيرات (علي) صاحب العشر سنوات ترك مقاعد ألدراسة، بحثاً عن قوت معيشته اليوميه وإعالته عائلته بعد ان فقد أباه في احدى الأنفجارات الارهابية، علي من سكنة منطقة البياع ببغداد... يخرج علي من داره فجر كل يوم في تمام الساعة الخامسة ذاهباً الى منطقة الشرطة الخامسة في بغداد ايضاً ليستأجر عربة ( عربانه ) بمبلغ 3000 دينارمن امرأة عراقية فقدت اربع من ابناءها في حروب طائفية وقتل على الهوية وفقدت زوجها في الحرب العراقية الايرانية! ولكي لا نبتعد عن صلب الموضوع نعود لـ علي وهو يباشر عمله في سوق المخضر في الشرطة الرابعة ينقل بضائع وحاجيات المواطنين من السوق الى بيوتهم كون المنطقة محاطة بالصبات الكونكيرتية ويمنع دخول السيارات والستوتات اليها حفاظا على امن وامان المواطن العراقي ! علي يحصد يوماً ما يقارب 10,000 دينار يدفع منها 3000 دينار ثمن أستأجر العربة، و 500 دينار ثمن أجرة الكيا التي تنقله من البياع الى الشرطة، وعلي لا يتناول طعامه فترة الظهيرة (وجبة الغداء) ! ويعود من منطقة الشرطة الى داره في منطقة البياع سيراً على الاقدام حفاظاً على دنانيره المعدودة التي تبقت ليوصلها الى اهله ويضمن انه جمع ايجار شبه الدار الذي يأوي فيه وعائلته وثمن عشاء عائلته فهذه العائلة التي تتكون من خمس افراد تأكل وجبة واحدة بـاليوم !!! فلا تستهن بكلماتي يا دولة رئيس الوزراء وادعوك للنزول الى الميدان لتفقد اليتامى وضحايا الارهاب الذي من واجبك ان تقضي عليه لتنال لقب البطولة وتحصل على جائزة الاوسكار كأفضل شخصية مثلت على العراقيين دور الوطنية الأسلاموية
|