تعتبر النائب فليحة أم اللبن و كذلك النائب حنتوش أبو الشلغم من المحظوظين الاستثنائيين في العراق ، حالهم في ذلك حال باقي أعضاء مجلس النواب الذين عثروا بضربة حظ مباغتة على كنز لا يفنى ، من مال و مخصصات و امتيازات ضخمة ، منهوبة ـــ طبعا بشكل مشرعن ـــ و مسلوبة من المال العام ، تحسدهم عليها حتى ملكة بريطانيا العظمى .. وبات عندهم مال كثير جدا .. و وفير لحد لا يحُصى ! .. فشيدوا بيوتا فاخرة كفلل وتبدو فخمة كقصور ، و أثثوها بكل ما هو لامع و مشع و أصفر .. ولكون معظمهم من إسلاميات و إسلاميين مؤمنين و متقين أبرار و أطهار ، فحجوا إلى بيت الله الحرام مرارا و تكرارا ، طبعا ، تأكيدا على إيمانهم الراسخ جدا جدا . و اعتقدوا بأن دواخلهم و أرواحهم قد أضحت نظيفة و نقية كثلوج ربيع ناصعة من شدة العبادة و كثرة الحج !!.. فلم يبق غير خوارجهم و مظاهرهم و أشكالهم التي شعروا بأنها باتت بحاجة إلى تصليح و ترميم و تجميل : وجوه بعضهم كانت تبدو و كأنها قطعة من صخرة مسننة و أنوفهم كضفدعة بدينة لُصقت في وسط وجوههم لصقا عشوائيا و عجيبا.. وهكذا شدت النائب فليحة أم اللبن الرحال نحو باريس ، بينما النائب حنتوش أبو الشلغم باتجاه لندن ، بنية تحسين و تجميل طلعتهم الغليظة . بعدما عرفوا بأن مجلس النواب قد خصص مئات مليارات من الدنانير لهذه الغاية و الهدف .. إذ اكتشفوا بأنهم كلما أضحوا جميلي السحنة و الطلعة فأنهم سيخدمون الوطن و الشعب بشكل أفضل و أكثر !! .. و عندما راءهما اختصاصيو التجميل حكوا جباههم حيرة : فهذه الوجوه العجيبة و الغريبة والخشنة و الشبيهة بجلد تمساح سميك و مدبغ منقوع ، لا يستطيع تحسينها و تجمليها إلا الخالق الأعظم !.. فبالرغم من التحسينات و الترميمات و التجميلات التي أجُريت عليهما فأن وجهيهما باتا أكثر سوقية و ابتذلا و نفورا من قبل .. تنويه : ربما لا يوجد نائبان بهذا الاسم ولكن هل يهم ذلك ؟! .
|