أمنيتي موت احد أقاربي

 

 

يوما بعد يوم يزداد حال العراق والعراقيين سوء , وأصبحنا معتادين على صوت ألأنفجارات والعبوات وسماع أخبار القتل والاغتيالات وكأننا فطمنا على ذلك .فالنفس البشرية واحدة عند الله والدم واحد وان جريمة قتلها عمدا أو سفك دم أي إنسان مهما كانت الأسباب والمبررات كأنما قتل البشرية جمعاء (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ [المائدة : 32] حيث لم يحدد الباري عز وجل هوية المقتول أو ديانته أو عقيدته .

ففي إحدى ليالي شهر رمضان الكريم ,هذا الشهر الذي انزل فيه القران , وفضل ليلته على ألف سنة وفتح فيه أبواب الجنة وأغلق أبواب النار . إلا إن أهل الظلام وأعداء الإنسانية حولوه إلى شهر دم وانفجارات وقتل واغتيالات باسم الدين , نعم دين أبائهم الأولين دين أكلة الأكباد دين معاوية ويزيد , فهذا الشهر الفضيلة سجل أعلى نسبة من القتل والانفجارات متناسين كل القيم والأعراف الإنسانية لاسيما الإسلامية .هذا الدين الذي جسد أبشع صور القساوة فنراهم يمثلون بجثث الموتى ويقطعون أوصالهم ويأكلون الأكباد تحت صيحات وتكبيرات الله اكبر لا اعرف لأي دين ينتمون لان دين محمد (ص) نهانا عن التمثيل حتى بالكلب العقور , ليعكسوا بذلك للعالم صورة أخرى عن الدين الإسلامي ورسالته السمحاء .

ففي هذه الليلة المباركة ونحن بانتظار مدفع الإفطار حيث كنا مدعوين عند احد الأصدقاء وإذا برنة الموبايل لتنقل لهم خبر تغيرت له الملامح وضاقت له الصدور انفجار وقع عند سوق الخضار في مدينة بغداد وان أقاربهم الخمسة من المفقودين !! أي كارثة إنسانية وعائلية نحن بها ,ياله من خبر فاجع خمسة من عائلة واحدة وهذا حال العراقيين الذين يقدمون على مذابح حكومتنا الوطنية ومادام المراكز الحيوية بأمان كما صرح حسن السنيد (فطز بالفقراء) ومادام قياداتنا الأمنية بخير وحقوقها ومكتسباتها !!مضمونة فالعراق بألف إلف خير . فاصب التمني بموت احدهم فقط ! يالهي نتمنى موت أقاربنا لنظفر بالآخرين أي منطق هذا ولكن هذا ديدننا نحن العراقيين وكأنه كتب علينا فمنذ أيام معاوية اللعين ومرورا بخلافة العباسيين الذين سلموا الراية لحفيدهم المقبور والى يومنا هذا والقتل والتمثيل لا يفارق طائفة معينة وكأننا في حرب شعوا أزلية . فليس الحكم والكرسي وخيرات البلاد الذي انعم الله علينا بها وأصبحت نقمة على العراقيين هي الهدف والسبب لأننا لم نشاهد أو نسمع بان احد أبناء المتحصنين بالمنطقة الخضراء تعرض للإصابة نتيجة انفجار في هذه المنطقة اللعينة , فاغلب التفجيرات موجهة لعامة الناس في مساطر العمال وأسواق الخضار الشعبية والكراجات ويعرف الجميع هذه ألاماكن لا يرتادها إلا الناس البسطاء . فقد كانت جميع والانفجارات تستهدف طائفة أو لون واحد متزامنة مع انفجارات مرعبة في لبنان وأخرى في سوريا الذي يزداد أمرها سوء وكذلك البحرين والسعودية ومصر وكلها ضد مذهب معين , فهل آن الاون لبدء الحروب الطائفية في البلدان العربية ؟ ليتم تقسيمها إلى دويلات صغيرة لا حول لها ولاقوه لمجابهة المارد الصهيوني وبأدوات عربية وإسلامية للأسف .فألم يئن الأوان لصحوة مبكرة للعراقيين من حرب طائفية تأكل الأخضر واليابس ؟ الم يحن الوقت للإفاقة من نوم الغفلة ؟ أم هل ستبقى حكومتنا الوطنية الاسم الحزبية الفعل وقياداتنا الأمنية متحصنة في مناطقها الخضراء الآمنة وبغداد واغلب محافظات العراق تأن من الم الجراح ؟.