أحمي نفسك بنفس

 
لايمكن الاستمرار بالحياة وممارسة الجميع للنشاطات الاجتماعية والاقتصادية والتي تزدهر من خلالها  البلدان وتتقدم مختلف الفنون ويعلوا البناء وترتقي العقول الى نهضة الفكر والعلم بدون الامن وصدق من قال ان الامن هوعصب الحياة بل هو العمود الفقري لبناء الشعوب وكلما كان هذا العمود صلبا وخاليا من المضاعفات الصحية وسليما من التداخل الجراحي تخطى الانسان مصاعب الحياة ويستطيع الخوض بكل فنونها ولايشعر بالضعف من النتائج مستقبلا وما نحن بصدده هو موجة التفجيرات والخسائر بالارواح والممتلكات العامة والخاصة للمواطنين الذين يسعون بأستمرار ويجاهدون في ظل اجواء أمنية وسياسية مشحونة بازدواجية واختلاف في الرؤى منذ تشكيل الحكومة بعد عام 2003 ولحد هذه اللحظة للحصول على الارزاق بطرق شرعية فنسمع بين الحين والاخر وخصوصا شهري تموز وأب من العام الحالي عن تفجيرات طالت العاصمة بغداد والمحافظات حتى وصلت في بعض الايام الى 18 حالة تفجير بين سيارات مفخخة وعبوات ناسفة وبدلا من ان نتقدم خطوة للامام في تحقيق ثقة المواطنين بالاجهزة الامنية واتساع عيون الحكومة وازدياد افواج القوات الامنية مع تحسن رواتب منتسبي تلك القوات ,الا اننا نرى العكس وبدلا من تقليص مساحة القتل والسيطرة على التفجيرات واخذ الحيطة والحذر كواجب امني من انظمة الجيش في المعارك واثناء تعرض البلد للتهديدات الخارجية نسمع عن الاختراقات الامنية بعد ان تجاوز عمر الدولة 10 سنوات  في مقارعة الارهاب بين كر وفر الا ان التراجع بدأ يدب في جسد الدول من الناحية الامنية والتفجيرات الاخيرة كانت رسالة واضحة من الارهابيين على اننا قادرين على ضرب اي موقع في وقت نحن من يحدده وقد شهدت عمليات تنظيم القاعدة اساليبا جديدة وتحديا واضحا حينما أحكمت سيطرتها على وزارة العدل التي تبعد500 متر من المنطقة الخضراء المتحصنة امنيا وفيها مقر الحكومة الرئيسي ولم يعرف لحد الان ماهي نتائج التحقيقات ومن هي الجهة المقصرة وهل هنالك من سهل وخطط من القطعات الامنية داخل سجن ابو غريب ولم يعلن حتى عن اسماء الفارين من هذا السجن وكم هو العدد الحقيقي أنا هنا لا اريد ان ابخس وانسف الجهود والانتصارات  التي تحققها يوميا بعض من قطعاتنا الامنية وهي تخوض اعنف المعارك واشرس الواجبات في مناطق التوتر الامني ,ولكنها لم تصل الى مستوى الطموح والارتياح الذي ينشده ابناء الشعب العراقي فتنقصها الخبرة الاستخبارية والانقضاض السريع علىى الاوكارالارهابية ,وعدم فضح الاسرار العسكرية التي تعلن يوميا امام الاعلام وعن خطط وتنفيذ ساعات الهجوم فهذا ربما يساعد وكلاء وعملاء المجاميع الارهابية في ايصال المعلومات وتسهيل اختفائهم من مكان الى اخر وتحت ظل الانهيار الامني المستمر اخذ المواطن يشعر بان القوات الامنية لم تستطيع منع المفخخات والعبوات ووقايتهم منها بل اكثر المواطنين شعروا ان حماية انفسهم تتطلب رجال من داخل مراكز عملهم او من مناطقهم  لضعف امكانية تلك الاجهزة بتوفير حماية واسعة لمختلف الشرائح مثلما جرى في منطقة طوزخرماتوا انتفض شباب من أهل الحي وشكلوا لجانا لحماية المنطقة بعد ان تم اختراقها من قبل عصابات القاعدة اكثر من مرة والحقيقة ان الاجهزة الامنية لاتستطيع وحدها حماية كل مواقع البلد من اسواق وحماية المواطنين والمؤسسات لاتساع حجم الرقعة الجغرافية وكثافة المسؤولية وهذا لايشمل فقط قطعاتنا في توفير تلك الاجواء الامنية ولو حصل في اي بلد متقدم من العالم  ان يركز الارهاب ويفجر الاسواق والمحلات ويقتل المواطنين لما استطاع السيطرة بشكل كامل ونهائي مثلما رأينا التفجيرات الاخيرة لم تكن ستراتيجة واهدفا حيوية عسكرية بعد ان تم فشل تلك الجماعات في ايصال سياراتهم الى المناطق العسكرية والى دور ومواقع اعضاء البرلمان لشدة التحصينات الامنية عليها  فبدأ بقتل المواطنين العزل ومهاجمة تجمع العمال فهذا هدف الارهاب هو شل حركة المواطنين واحداث فوضى وذعر لدى كافة اطياف واصناف المجتمع وقد ساهمت ايضا القوات الامنية في هذه الاهداف حينما قطعت الطرق وشلت حركة المواطنين باجراءات امنية  تعسفية بعد وقوع التفجير ولكل مرة دون رسم سياسة امنية جديدة ووضع معالجات ودراسة اسباب الاختراق ومحاسبة المقصر وتنفيذ الاحكام الصادرة بحق المطلوبين وعدم ايداعهم بالسجون لسنين عديدة وقبل فترة سمعت عن طريق الاخبار ان هنالك اكثر من 1000 سجين لم يتم تنفيذ حكم الاعدام بهم ربما تلك الحالات تساعد من خارج السجن ومن النفوس الضعيفه مقابل حفنة من المال لتنفيذ مآربهم الشخصية في قتل العراقيين لعدم وجود الرادع والقصاص العادل ويؤسفني هنا ما صرح به الناطق الاعلامي لقيادة عمليات بغداد حينما قال لم يسقط الا افراد قليلين وليس بهذا التهويل الاعلامي لسبب ان التفجيرات حدثت بمناطق مفتوحة مع العلم ان معظم التفجيرات حدثت بمناطق محصورة وامام نقاط التفتيش ومن جانب اخر ان مايقوم به الاعلام من تضخيم الاحداث ويخرجها عن طريق وسائل الاعلام المرئية باسلوب مغاير ومبالغ فيه كما سمعت مراسل الحرة وهو يقول حدث نزاع بين اخوين راح ضحيته اخ لهم بسبب قضايا تخص ملكية الارض مثل هذه الاخبار تعتبر تشويها لحياة الاسرة في العراق واعطاء صورة لمن في الخارج بان العراق حتى في الجوانب الاجتماعية والخاصة يبدو غير مستقر وما صرح به السيد وكيل المرجع الديني الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة ليوم 16/8 /2013 جاء منسجما تماما مع راي الشارع كافة وهو يصف قادة الدولة  مسؤولو  العراق لايعترفوا باخطائهم خوفا على مواقعهم السياسية ).