اطلالات عمنا المالكي .. وانتظارات غودو!

 

قبل شهرين ونيف تقريبا فاجئتنا اطلالة  عمنا المالكي ، السيد رئيس الوزراء،علينا  عبر شاشات التلفاز ، وهو يتجول في منطقة المنصور ، وقد زار مركز الشرطة  وتحاور مع ضباط المركز وقبلها كان قد تحدث الى ضابط ( ة) شرطة . 
لماذا تجول دولته في منطقة المنصور حصرا ؟ لا احد يعلم ، لكن احد العارفين بخفايا الامور وبواطنها اغلق جهاز تلفازه ، بعد انتهائه من مشاهدة الخبر ،وفسر لنا  ،نحن البسطاء ، اسباب الزيارة ، قائلا :  .ان ظهورسيادته في منطقة  المنصور كان  من اجل اثبات ان الوضع آمن فيها ، ولا وجود لاية مليشيات في المنطقة تخطف وتقتل  على الهوية. والدليل ها انا المالكي رئيس وزراء العراق ، بطوله وعرضه وشماله عفوا ، سقطت سهوا كلمة شماله ، غربه وجنوبه ووسط خارطته ، اتجول وحدي وليلا من دون ان يتعرض لي اي شخص ميليشاوي ، انظروا ها انا  اقف واتحدى ان يسالني احد ما من هؤلاء الذين يطلقون على انفسهم بالمليشيات ويرعبون الشباب، خاصة من هم بعمر الورد ، من طلبة الاعدادية والكليات  .. اين هم ؟ ( وينهم ؟) يقول رئيس وزراءنا هاتوا لي واحد منهم وسأجعله يندم على الوقوف في اي مكان من ارض العراق ،بأستثناء شماله طبعا ، و ينصب سيطرة وهمية  (والله لا  اسويه - اجعله - نصبه  ودرس لجميع افراد الميلشيات بكافة طوائفها واسمائها ).
وبالفعل لم يوقف احد دولته  مطالبا اياه بأبراز هويته الشخصية . اذن اراد الرجل  ان يثبت  ان قضية الميلشيات كذبة وقصة مفبركة. وهكذا اطمأن العراقيون كافة، بان الحديث الذي جرى عن وجود ميليشيا هو اشاعات مغرضة ، تأتي من اعداء العراق للتشويش على الانجازات الامنية والرفاهية الاقتصادية والسلم الاهلي الذي يعيشه العراقيون . انها اشاعات ليست الا .. وهكذا احبتي بامكانكم التجوال في اية منطقة من مناطق العراق سالمين آمنين ، لن تخشوا من اي  شبح يسألكم عن هويتكم . وفي الختام قال لنا العارف ببواطن الامور : نشكر دولته لانه اثبت لنا بالحقيقة المطلقة والواقع ،الذي لا لبس او شك فيه،  اننا في امان . والان نسدل الستار على مؤامرة من مؤمرات الاشاعات ضد العراق ، والتي  قد تم افشالها من قبل دولته والحمد لله. الى اللقاء .  ولكنه استدرك وقال : بقيت في النفس حسرة وسؤال .. ماهي اخبار اشاعة المفخخات ؟ الى هنا انتهت قصتنا ،بانتظار الامان ،لنغادر ونكمل قصة اخرى لا تقل اهمية وحلاوة منها.. بانتظار دموع العراقيين  ومشاريع الموت، عفوا اقصد بانتظار غودو ؟ 
اليوم ، يطل علينا  دولته ، ثانية،  مثل عمنا الكبير اوباما ، ،وبنجاح قل نظيره، ان لم ينعدم !وتحت حديث المساء ، عفوا حديثه الاسبوعي الموجه الى الشعب العراقي ، وعاش الشعب ، الذي يتحمل كل هذه العذابات، من مفخخات الى انقطاع الكهرباء وانعدام الخدمات، عن اي اسبوع ياعمنا يا مالكي  انتم تتحدثون ، فقد تاهت الحسبة، نحن نحسب ايامنا  واسابيعنا والتي لا تحسب مثلما معاليكم يحسبها ،  يا عمنا ، اي ، التي  فقط لا تذرف فيها  دموع  الامهات الثكالى، والاباء المفجوعين، والاطفال الايتام  ،  هي التي تحسب ، اما البقية فهي بالخسائر، مثل سنين العمر في العراق جميعها هدرت من اجل عيون الحاكم !
 نعود لحديثه ، حديث الاسبوع  فقد كانت، (الكعده ) الجلسة حلوة ، الرجل يحاول ان يكون هيبة ومتزن ، وهيبة فعلا،  يتكلم بانه سيدحر الارهاب؟  وسيقضي عليه؟ (عليه) ...تتعب تذوب  في فمه هذه المفردة ، وهو يلفظها عبر  مخارجه الصوتية ، لتصير( علــــيــههههههه ). هُنيه ونعود ، هكذا قال المخرج ليقطع البث ، فكل الحاشية  والمريدين ، بكت، حينما شهق دولته، بلفظة كلمة (عليه )، لانه اكتشف بالصدفة ،  بانه لا توجد (عليه ) ولا هم يحزنون، بل يوجد  (علينا ) ، والله  سَيقُضى علينا ياسيدي  وليس عليهم ،انتم تعرفون ذلك . مثلما اكتشفتم ،بالصدفة ، بان محطات توليد الطاقة الكهربائية التي استوردت بـ 6 مليار دولا ،فقط لاغير ، وبكل بساطة وسهولة ، لا تصلح للاستهلاك المحلي بسب عدم توفر ، ماذا.. ماذا ..احزروا ؟ كميات الغاز المناسبة لتشغيلها ؟ يقول، والقول احمد ولكنه ليس ابيض ،فهو اسود، فقد علق دولته مصيرنا البآس، كالمعتاد ، على شماعة دول الجوار التي اعادتنا الى اين ؟ الى الوراء در ، بينما دولته ، سيادته ، كان يتمنى ان نتجه الى ، اين ؟ الى الامام سر .
 هل صار مصيرنا بيد دول الجوار ، وعسلنا يندلق ليغسل نتانة افواههم ؟ وهم يغسلون بدمائنا اسفلت شوارع مدن الوطن المزدحمة ؟ عن اي جوارتتحدثون ؟ الله يرحم ايام زمان،  كم نمنا، وناموا ،على اسفلت شوارع من كان يسمى بالجوار، ، وشربنا ،  وشربوا ، من بقايا ما بقي من فضلات جرار الجوار ؟ الجزء الثاني من مسرحية بانتظار غودوا انتهى ، بكسر جرار الاربعين حرامي  الخاصة بدول الجوار ، ويليها الجزء الثالث ... احنا وقمردولته ودولة الجيران ،ايضا جيران ؟