سمكة مشوية لـ( فسيفس ) الوزير !


صرنا في السنوات الاخيرة نسمع بأمور كان العقل لا يصدقها . الا ان الواقع العراقي المزري لم يعد حدوث مثل هذه الامور الغريبة أمراً مستحيلاً فيه. فأحد وزراء حكومة ( الشراكة في مغانم ) يتصرف مثل اي شخص كان محروما من كل شيء ثم حصل على كل شيء ، وصار يتصرف كالمجنون ! والسيد الوزير هذا لا يعمل اكثر من ثلاثة أيام في الاسبوع ، حيث يغادر بغداد الى مدينته كل يوم أربعاء ليعود اليها يوم الاحد التالي . وكان يقضي الايام الثلاثة بالاكل والمرح والسباحة وغير ذلك ! وتحت تصرف الوزير ثلاثة مقرات ، واحد منها لم يدخله الا ان مرة واحدة ، وبعدها هجره وظل موقوفاً لشخصه منذ اكثر من ثلاث سنوات، وقال المقربين من معاليه انه يخشى ان حضر في المقر من تساقط الصواريخ على رأسه ! ولهذه تركة وقفاً ذرياً له وربما لاولاده من بعده حين تستقر الامور . اما الموقع او المقر الثاني فلا يحضر فيه الوزير الا لماماً . ومع ذلك فأن حضر فلن يزيد مكوثه فيه اكثر من ساعتين . ويواظب معاليه على مباشرة عمله في داره الواقعة في مجمع الوزارء السكني حيث يقضي نهاره وليله هناك، ويباشر بقراءة المراسلات التي تحتاج الى توقيعه . وفي احيان يوقع معاليه كل ما يقع عليه بصره من دون معرفة مضمونة ! أما موقع الوزارة الرئيسي والرسمي فالوزير لم يصل اليه خشية ان يقع له فيه مكروه ! بقي ان نذكر انه في احد المقرات الثلاثة ، يهتم الوزير براحته وقضاء يومه بسعادة وصفاء ذهن . ففي هذا المقر جلب معاليه العديد من الحيوانات من بينها غزالة أثيرة لديه كثيراً ما شوهد معاليه يلاعبها ويسابقها وكان يتفاخر امام بعض موظفيه انه يسبقها في الجري ! أما (الفيسفس) المدلل لدى الوزير فيلقى رعاية لا مثيل لها ، يأكل كل ما يشتهيه وعلى حساب الدولة العراقية . فهو (الفسيفس) يتغدى كل يوم ، وفي ساعة تناول الوزير لغدائه ، ومثل الوزير تجلب له سمكة مشوية من ( ابو نؤاس ) فيأكلها هنيئاً مريئاً ثم يتناول البندق والفستق والماء المعدني على حساب الدولة العراقية كما ذكرنا . ومرة طلب الوزير من الدائرة الهندسية نصب مظلة كبيرة تغطي المسبح الموجود في احد مقراته. وقيل انه برر ذلك بأنه يريد ان يسبح وهو خال البال من كل مراقبة ، وقال معاليه لعدد من المقربين منه انه يعتقد ان الاقمار الصناعية التي تجوب الاجواء العراقية ترصده وهو يسبح او هو منبطحا الى جانب المسبح . وذلك عيب ان تصوره الاقمار اللعينة وهو عارٍ! وقد علق احد موظفيه المقربين على مقترح الوزير هذا بنصب مظلة كبيرة بالقول : العرض مثل عود الكبريت ! يذكر ان الوزير لم يصطحب معه عائلته الى بغداد. هذا الوزير ليس الوحيد الذي يتصرف كمخبول، وهناك أحاديث يتناقلها المقربون من الوزراء الاخرين يشيب لها رأس الرضيع ! فهنيئاً للعراق بهكذا وزراء ينطبق عليهم المثل الشعبي القائل : ((........... )) !!