مواقع التواصل الاجتماعي تفك شفرة الانتحار

 

 

 

 

 

 

قام باحثون في جامعة بوسطن بتطوير تقنية مراقبة لمواقع التواصل الاجتماعي قادرة على تحليل المشاركات للتنبؤ بحالات انتحار محتملة من قبل مستخدمي تلك المواقع.

وطورت التقنية ضمن مشروع أطلق عليه اسم "دوركايم"، تيمناً بعالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركايم، وهو المشروع الذي يهدف إلى الحد من حالات الانتحار عبر التنبؤ بها عبر مشاركات المستخدمين على الشبكات الاجتماعية الأكثر استخداماً.

وترجع حوالي 35 بالمئة من حالات الانتحار إلى أمراض نفسية وعقلية كالاكتئاب والفصام والإدمان.

وتعود 65 بالمئة إلى عوامل متعددة مثل التربية وثقافة المجتمع والمشاكل الأسرية أو العاطفية والفشل الدراسي والآلام والأمراض الجسمية أو تجنب العار.

ولم تتشكّك أيّ جهة رسمية أو مدنية أو إحصائية في العالم بالتقرير الذي أصدرته في وقت سابق منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتّحدة، والتي خلصت الى ان أكثر من مليون و200 ألف شخص يقدمون على فعل الانتحار في العالم سنوياً.

وكان التقرير الدولي الذي صدر في العام 2010 كشف أن أعمار غالبية الفئات المنتحرة تتراوح ما بين 15 و44 عاماً.

وتحلل التقنية، عبر مراقبة المشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي، الكلمات وطريقة بناء الجمل والرسوم التي تتضمنها مشاركات المستخدمين للتنبؤ بوجود ميل إلى الانتحار أو احتمالية الإصابة بمرض نفسي.

وتستطيع التقنية تحليل مشاركات المستخدمين حالياً عبر عدد من الشبكات الاجتماعية، سواء من خلال "فيسبوك" أو "تويتر" أو "لينكد إن"، إلا أن المشروع يعمل حالياً في إطار محدود بالتعاون مع "فيسبوك"، حيث يتم مراقبة مشاركات المنتمين إلى الجيش الأميركي ومشاركات عدد من المحاربين القدامى للتنبؤ بوجود أي ميل للانتحار بينهم.

واظهرت دراسة إقليمية حديثة توسع وانتشار قاعدة مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في العالم باسره وفي الدول العربية على حد السواء.

وبينت الدراسة ارتفاع عدد مستخدمي شبكات التواصل الرئيسية على شبكة الإنترنت ليسجل 70 مليونا و300 الف مستخدم عربي حتى منتصف العام الحالي مقابل 52 مليون مشترك في نهاية النصف الأول من 2012.

وذكرت الدراسة أن شبكة "فيسبوك" استحوذت على الحصة الأكبر من مجموع مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي الثلاث بنسبة 82.5 بالمئة من المستخدمين.

ويتم تطوير التقنية للاستخدام المدني والعسكري على حد سواء.

ويوضح مدير مشروع "دوركايم" أن الهدف الرئيسي من المشروع والتقنية هو الحد من حالات الانتحار التي تعد أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في الولايات المتحدة والعالم.

وجاء في تقرير لمنظمة الصحة الدولية الذي أذاعته شبكات تلفزية غربية في طليعتها "السي. أن. أن"، أن أجهزة الهيئات الصحيّة الدولية، مستنفرة مع أجهزة أغلب حكومات الأرض المتعاونة، لوضع حدّ لظاهرة الانتحار، وتوفير السبل والعلاجات الطبية والنفسانية كافة للّذين يُشتمّ منهم أنهم سيُقدمون على فعل الانتحار، أو الذين أقدموا عليه وفشلوا.

واعتبر التقرير أن النتائج لم تكن على مستوى المتوخّى حتى الآن، لكن المحاولات العلاجية مستمرة، ولن يكون ثمة أيّ تراجع البتة.