الحاج فضل... "يا غايب"



تريك هذه الايام العجب العجاب، اكاديميون متعلمون يظهرون بثياب طائفية رثة جدا، اهل طرب وموسيقى بقدرة قادر يتحولون الى الخندق الاخر، انهم لا يعتزلون الفن فقط بل يتحوّلون الى ايقونات ارهابية وقيادات لمجموعات جهادية سلفية تحرق الاخضر واليابس وتكفّر الجميع! في المقابل ايضا هناك اسلاميون متطرفون يظهرون بأشرطة فيديو وهم يرقصون ويدقون الدفوف وكأنهم في ملهى. اختلط الحابل بالنابل واول ضحايا ذلك الخلط والاختلاط العفوي والمتعمّد هو الاعتدال والوسطية التي نحن بأمس حاجة اليها هذه الايام.
من قصص هذا الشرق الاوسط العاري تماما قصة "الحاج فضل" الذي اطلق لحيته بين ليلة وضحاها واصطف الى جنب سلفي عاش هو الاخر في بيئة موسيقية، الحاج فضل رفع السلاح وفتح النار باتجاه الجميع، تفاخر ذلك المبتسم الهادئ الرومانسي بقتل جنديين من الجيش اللبناني ولم يتردد في وصف القتيلين بمفردات قمّة في التطرف لقد تحول فضل شاكر من "بيّاع القلوب" الى بيّاع للفتاوى يكفّر هذا او ذاك ويخوّن من يشاء! لقد تحوّل الى ارهابي مع سبق الاصرار والترصد، ما ضر فضل شاكر لو اعتزل الغناء وعاش حياته بشكل طبيعي بعيدا عن ممارسة التطرف، لقد اختزل الدنيا في ثنائية الغناء او الارهاب، تأثّر كثيرا فضل شاكر بالسلفي احمد الاسير وانقاد له متطرفا "خذني معك..." فكانت هذه النتيجة ان تحول فضل الى قاتل عبر وسائل الاعلام وشخصية مفعمة بالحقد والانتقام.
بعد قصة المواجهات مع الجيش اللبناني في صيدا اختفى تماما فضل شاكر او "الحاج فضل" برفقة الشيخ احمد الاسير واصبح ظهوره يقتصر فقط على بعض الاشرطة المسربة عنه وكأنها مناسبات فنية كتلك التي كان يطل من خلالها عبر شاشة "روتانا" كلما اصدر البوما جديدا، و"عاش من شافك" يا حاج...!!!
قصة فضل شاكر ربما تمثّل نموذجا للعديد من القصص الغريبة والمثيرة للانتباه في منطقة الدخان، اصبح كل شيء وارد فلا عجب بعد اليوم... وخوفي ان نشاهد هيفاء وهبي وقد سوّرت خصرها بحزام ناسف تمزّق به اجساد الابرياء وتنسف معها تاريخا من الرقص.